يواجه سكان محافظة تثليث (شرق منطقة عسير)، مشكلة تأمين المياه لمنازلهم، في ظل انعدام المصادر الآمنة في المحافظة ومراكزها، واعتماد السكان على آبار خاصة، أو على متعهد سقيا غير ملتزم بتأمين المياه بشكل دائم. وحمَّل السكان مديرية المياه في عسير مسؤولية التراخي مع متعهدي السقيا، وغياب رقابتها الدائمة علىهم، وترك عمال أجانب يتلاعبون بالكميات، ويغيبون بعضها كلما غابت الرقابة.عبدالله القحطاني يقول: السكان يعانون من القائمين على محطة «الأشياب» في تثليث، التي تجلب لها المياه بصهاريج (وايتات) المتعهد من محطة تحلية مياه الشقيق، لكن المتعهد ترك الأمر لعامل أجنبي يتحكم في الكميات التي يحصل عليها أصحاب «الوايتات»، فكان النصيب الأكبر منها للعمالة، فارتفعت الأسعار إلى أكثر من 20 ريالا للطن الواحد، وعندما يضطر المواطن للمياه فإنه يجد نفسه مكرها على دفع المبلغ، لسببين: انعدام مصادر أخرى للمياه الصالحة، وتحكم الأجانب في مياه محطة «الأشياب». وأضاف القحطاني: هناك مصدران أحدهما «خيري» ومياهه شحيحة وغير آمنة لملوحتها، ويضطر بعض السكان للتزود من آبار «الدنان» عندما لا تتوافر المياه الصالحة في «الأشياب». من جانبه، كشف معيض هادي القحطاني التلاعب في تأمين كميات المياه المحلاة التي يوردها المتعهد لمحطة «الأشياب» وسط تثليث، موضحا أن المياه التي تصل للمحطة كافية عندما توجد الرقابة، فتتوافر المياه للمستهلكين بشكل مناسب، وتغيب المغالاة في الأسعار؛ إذ يصل للمحطة من 8 إلى 10 صهاريج، لكن الرقابة تغيب في كثير من الأوقات، فتتقلص الشاحنات ولا يصل لتثليث إلا نصفها فيحدث الشح في المحطة وتتوقف عن العمل، عطفا على تعنت وتلاعب العامل الأجنبي المسؤول عن «الأشياب»، وفي كثير من الأيام لا تفتح المحطة إلا ساعة واحدة فقط. أما فهاد القحطاني فيطالب مديرية المياه في عسير وفرعها في تثليث بسرعة إنهاء مشروع مياه الوجيد «المتعثر» الذي ينتظره السكان منذ سنوات، أو تزويد تثليث بأنابيب مياه البحر المحلاة من خميس مشيط أيهما أسرع، واصفا الوضع المائي في تثليث بالمقلق، لغياب المصادر المائية الآمنة، وعدم صلاحية مياه الآبار القليلة الموجودة، لزيادة ملوحتها. تثليث.. «الدوارات» تُغيِّب الحوادث القاتلة تميزت أكبر محافظات منطقة عسير مساحة، محافظة تثليث، بخلو شوارعها من الإشارات المرورية الضوئية، واعتمادها على نظام الميادين والدوارات التي تنتشر في أنحاء المدينة الحضارية، فانعكس إيجابا على السلامة المرورية المسجلة في السنوات الماضية. ورغم الكثافة السكانية والعمرانية والاقتصادية المتزايدة التي تشهدها تثليث إلا أن الاعتماد على الميادين والدوارات في تقاطعات الشوارع الرئيسية ساهم بشكل كبير في التقليل من الحوادث المرورية، التي تشهدها التقاطعات ذات الإشارات الضوئية في كثير من المدن. وكشفت جولتي في شوارع مدينة تثليث أن بلديتها المصنفة فئة (ج)، ركزت كثيرا على توفير السلامة المرورية في نقاط التقاء الشوارع الرئيسية، باعتمادها على وضع دوارات وميادين فسيحة عند تلك النقاط، مما ساهم في انسيابية الحركة المرورية بنسب سلامة عالية، واختفاء الحوادث في تلك النقاط بنسب كبيرة. السكان وزوار المحافظة اعتبروا هذا الجانب تميزا أراح قائدي السيارات وقلل من نسب الحوادث في تقاطعات الشوارع، فيقول سعد القحطاني إن تثليث لم تعرف الإشارات الضوئية منذ نشأتها، والبلدية وُفقت كثيرا في إقامة الدوارات والميادين المناسبة لاستيعاب الحركة المرورية في التقاطعات والشوارع الرئيسية ومداخل المدينة، فساهم ذلك في التقليل من الحوادث المرورية القاتلة التي نشاهدها في المدن والمحافظات الأخرى. وفي الوقت الذي أكد فيه القحطاني أن الناس في تثليث لا يسمعون عن الحوادث القاتلة ما عدا الطرق العامة خارج المدينة، إلا أنه يطالب البلدية بالتوسع في الدوارات داخل الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة تثليث والغزالة وآل سويدان وآل عيفان وغيرها من الأحياء، وسرعة تنفيذ ازدواجات الشوارع التي تربط تلك الأحياء بمدينة تثليث الحضارية. ودعا القحطاني إلى توسعة شوارع الأحياء وتهذيبها وإنارتها، مؤكداً أن أهالي تلك الأحياء والقرى، على استعداد للتبرع من أملاكهم بما يكفل تهذيب الشوارع الضيقة وتوسعتها ومعالجة ما يعترضها من تعرجات خطرة. وامتدح المواطن محمد القحطاني جهود بلدية تثليث وطالبها بسرعة تنفيذ ازدواجية مدخل تثليث الغربي باتجاه بيشة؛ إذ يشهد الطريق حركة مرورية كبيرة، مضيفا: هناك نقاط خطرة في الطريق تُنذر بالخطر على حياة مرتادي الطريق، ويدعو البلدية بالاستمرار في مراحل ازدواجية الطريق حتى مركز كحلان وإنارته، ومنع اقتراب الاعتداءات لحرم الطريق كي لا تُعيق الازدواجية مستقبلا، مشيرا إلى أن أهالي تثليث يتمنون من البلدية إقامة حديقة أو أكثر على وادي «الثفن» بجوار الطريق العام المؤدي إلى بيشة، لحاجة السكان وعابري الطريق من المسافرين لمثل هذه الحدائق في تلك المواقع. من جانبه، ناشد جروان القحطاني بلدية تثليث باستكمال مشروع ازدواجية الطريق الرابط بين مدينة تثليث إلى قرى أسفل المدينة، مرورا بحي الغزالة وآل سويدان وآل عيفان، ورصفه وأنارته، واستغلال المواقع التابعة للبلدية لإنشاء حدائق وملاعب لشباب تلك الأحياء والقرى، لافتا إلى أن الطريق يعترضه بعض الشعاب ومجاري السيول ما يتطلب وضع عبارات مناسبة تسمح بمرور السيول دون تعريض الطريق للجرف. النخيل يتساقط والمزارعون ينشدون «السد» رغم هطول الأمطار بغزارة في الربع الأخير من العام الهجري الماضي، وجريان السيول مع وادي تثليث الكبير بشكل لم تعهده المحافظة منذ عشرات السنين، إلا أن مياه السيول ذهبت للصحراء دون الاستفادة منها لمزارع النخيل المنتشرة على ضفتي وادي تثليث، ما جعل المزارعين يطالبون بإنشاء سد يحفظ مياه السيول لغرض الاستفادة منها زراعيا. فهاد آل مسعود يقول: مزارع تثليث أصيبت بجفاف تام السنوات الماضية، وغور المياه في تلك المزارع حولها إلى مهجورة لا حياة فيها، إذ نضبت المياه في الآبار، وتساقطت أشجار النخيل والعنب والحمضيات، فتحولت المزارع من جاذبة بخضرتها إلى موحشة بجفاف أشجارها، فهجرها أصحابها. وناشد فهاد وزارة الزراعة والمياه والبيئة باعتماد إنشاء سد على وادي تثليث لحفظ المياه المتدفقة في مواسم الأمطار وتصريفها على فترات لتغذية الآبار، التي يعتمد عليها المزارعون في سقيا مزارعهم.