أوصت ندوة مستجدات الفكر الإسلامي المنعقدة في الكويت في آخر جلساتها أمس المؤسسات والهيئات إلى احتواء العائدين من مناطق الفتن والصراع ومحاورتهم وتأهيلهم للتأكد من خلو عقولهم من الأفكار المتطرفة وتصحيح مفاهيمهم المغلوطة من خلال البرامج الفكرية والنفسية والاجتماعية. كما دعت إلى وضع آلية علمية إلكترونية للتعامل مع ثغرات الإنترنت باعتبارها أهم وسائل التجنيد وأشدها خطورة، ومتابعة الأبناء والناشئة في وسائل التواصل الاجتماعي والتعرف على طبيعة علاقاتهم الاجتماعية ونوعية استخدامهم للتقنية وإرشادهم إلى القيم الرشيدة، ومشاركتهم في معالجة ما يشغلهم من إشكاليات فكرية بمنهجية وسطية. ورأت الندوة إيجاد مجموعات شبكية إلكترونية تجمع العلماء على مستويات وأصعدة مختلفة ليسهل التواصل المباشر ومتابعة مستجدات كل بلد وتقريب الرؤى وتوحيد المواقف في القضايا المصيرية للأمة، وإنشاء مركز معلومات للاستقصاء وجمع الدراسات. وأكد المشاركون أن مواجهة التطرف الفكري عمل تضامني تعاوني بين الجهات ذات العلاقة بالدول وليست قاصرة على المؤسسات ذات الطابع الديني، وأن التطرف الفكري ليس قاصراً على التنظيمات الإرهابية فقط بل يتعدى إلى أي مصدر من المصادر التي تؤثر سلباً على الهوية العربية والإسلامية. ولاحظت الندوة أهمية تكثيف الجهود في مواجهة التطرف وتجفيف منابعه، وعقد لقاءات تنسيقية بين وزارات الأوقاف والمؤسسات والباحثين المختصين والخبراء لوضع آليات عملية بهدف التعاون البناء ووضع خطط إستراتيجية للتصدي لظاهرة التطرف. وشددت الندوة على ضرورة دعوة المؤسسات العلمية والإدارية في العالم الإسلامي إلى تقديم مقترحات علمية وتطويرية في مجال قياس أثر البرامج التي توجه لمحاربة التطرف لاسيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم الدعم للمؤسسات العاملة في مجال التصدي للإرهاب وتعزيز دور المؤسسات الفقهية ودعت الندوة إلى إنشاء مراكز تطوعية للتواصل مع المتأثرين بالفكر المتطرف وأن يكون للمؤسسات والجمعيات الأهلية دور في مواجهة التطرف عبر المواقع الإلكترونية، وإنشاء مرصد يسهم في رصد الأفكار المتطرفة.