يقول الدكتور عبدالله الغذامي في تغريدات له عبر حسابه على تويتر إن: «المثقف غير مؤهل لدور التغيير، ولو بيده أي قدرة تغييرية فليجربها على نفسه، أشد البشر تعصبا لنفسه هو المثقف، وهو الأشد في عداء مخالفيه، وفي فرض رأيه». ثم أكمل: «لا أظنني راهنت على المثقفين أصلا، خالطتهم فمسحت يدي منهم وقررت أن أمضي دونهم...». طبعا في هذه التغريدات تعنت كبير من الدكتور الغذامي تجاه المثقفين. خاصة الشباب منهم فهم قد تجاوزوا خطاب الغذامي نفسه وهو في ظني ينطبق عليه حديثه عن المثقفين. ما ألاحظه على خطاب الشباب السعودي من مثقفين وكتاب في المجمل أنهم ينتمون لخارج الصراع الليبرالي السلفي الذي عاش الدكتور أزهى عصوره وسجل تجربته الشخصية في كتابه حكاية الحداثة. الصراع الذي يدور في السعودية منذ عقود تحت مسميات وتصنيفات عدة. فمرة مع الحداثة ومرة مع العلمانية وأخيرا مع الليبرالية. ورفض الشباب للخطابين السابقين من وجهة نظري أمر رائع ويبشر بمستقبل أكثر وعيا وأقل تشددا وتكفيرا. التكفير الذي يصدر عن أصحاب التيارين على حدٍّ سواء. فنحن نصطدم مع أفراد هنا وهناك يمارسون التكفير الديني على من يعبرون عن وجهة نظر مختلفة فيخرجونهم من الدين. لكن الذي لا ننتبه له أن التيار الآخر يمارس التكفير لكنه تكفير فكري فيصفون المعارض بالرجعي والداعشي والمتشدد وصاحب اللغة الخشبية وبالذي يعيش خارج العصر.. إلى آخر القاموس الذي يؤسس لخطاب كراهية تجاه فئة من المواطنين. تظهر لا عقلانية السلفية التكفيرية في خطابهم واضحة ومكشوفة بينما لا عقلانية الليبراليين لدينا تظهر في انكماش ليبراليتهم وحدود مطالبهم فنادرا ما نجد أحدهم يتحدث عن حقوق الإنسان أو التحرر الوطني والثقافي من السطوة والتبعية للغرب الذي نجده هو شخصيا سعيدا ومزهوا بتبعيته لهم. ومحور خطابه يتمركز حول حياة النساء في السعودية. هل تخرج للعمل؟ هل تصبح مسؤولة عن معاملاتها الحكومية ؟. هل تقود سيارتها أم لا؟ لكن وسط كل هذه الأصوات غير العاقلة نسمع همسا وأصوات معاول يحفر بها شباب الوطن طريقا ثالثة خاصة به يأخذ من كلا التيارين ما هو صواب وعاقل ويترك التكفير والنبذ والكراهية واللا عقلانية.