تؤكد المؤشرات الفنية استمرار إمكانية وصول سعر زوج العملة الخاص بالدولار الأمريكي والليرة التركي إلى مستوى تاريخي جديد بسبب «الترند الصاعد» المتمثل في الاتجاه العام نحو الأعلى في ظل تنامي قوة الدولار أمام سلة العملات الرئيسية، إذ بدأ سلوك ارتفاع زوج العملة في بداية التسعينات الميلادية قبل أن يدخل في قناة عرضية منذ عام 2002 إلى عام 2013 لينطلق بشكل واضح نحو مستويات سعرية عالية تفوق فيها الدولار على نظيرته الليرة التي خسرت 24% من قيمتها خلال الأشهر الستة الأولى من 2016، بينما فقدت خلال العامين الماضيين 53% من قيمتها. يأتي هذا في أعقاب انخفاض الليرة التركية أمس الأول إلى مستوى تاريخي جديد مقابل الدولار الأمريكي؛ بسبب أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع والمخاوف الأمنية التي أعقبت الهجوم على ملهى ليلي في إسطنبول ليصل سعر الليرة إلى 3.6044 مقابل الدولار محققا خسارة وصلت نسبتها 1.38%، بينما كان السعر المقارن بالتوقيت نفسه قبل عام عند مستويات 2.34 ليرة مقابل الدولار. ونتيجة للاتجاه العام الصاعد لصالح الدولار أصبحت الليرة أكثر حساسية من الأحداث التي تقع داخل البلاد؛ إذ تضرر سعر الليرة من الاعتداء الدامي الذي ضرب مطعما في إسطنبول ليلة رأس السنة مخلفا حصيلة قتلى بلغت 39 شخصا. وأعطى ظهور شكل فني يعرف ب«نجمة الصباح» في عام 2008 إشارة إلى مضي السعر نحو الأعلى؛ وهو ما تأكد على مدى ثماني سنوات متتالية؛ إلا أنه ومنذ أكتوبر الماضي بقي الدولار يصعد بقوة أمام الليرة محققا ارتفاعات تاريخية مرة بعد مرة حتى وصل إلى أعلى مستوى الثلاثاء الماضي.