تمثل ليلة العمر أهمية كبرى للشاب والفتاة، ففيها يحرص الطرفان على أن يجعلاها ليلة لا تنسى بدايةً لحياة زوجية يتمنيانها سعيدة، ورغم أنهما يحرصان على الاهتمام بأشياء عدة، إلا أنهما يتجاهلان أهم الأشياء التي تضمن لهما استقرار حياتهما الزوجية ونجاحها، ألا وهي بناء ثقافة مسبقة عن «الطرف الآخر»، والتعرف عليه وعلى أنماط تفكيره واهتماماته واحتياجاته، فكثير من المشكلات التي تتلقاها وحدات الاستشارات الأسرية من الزوجين تتمحور حول جهل أي منهما بما يحتاجه الآخر، ولعل طبيعتنا المحافظة والتي تحتم الفصل بين الجنسين تزيد من معدل جهل طرف بآخر، ما يوجد مشكلات كثيرة تكدر حياتهما الزوجية، إذا ما عرفنا أن الإحصاءات تشير إلى أن 60% من حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج. وبمراجعة إحصائية وزارة العدل نرى أن نسبة الطلاق في عام 1436 بلغت 35% مقارنة بعقود الزواج التي عقدت في نفس العام، إذ بلغ عدد حالات الطلاق 46373، بمعدل 127 حالة طلاق يومياً، بمعدل خمس حالات طلاق كل ساعة، فيما بلغت عقود الزواج في العام ذاته 132467 واقعة زواج، ونفس النسبة تقريبا بلغتها حالات الطلاق إلى الزواج في عام 1435. وأسهمت دورات المقبلين على الزواج التي تنظمها الجمعيات الأسرية التي تتبع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في تقليل هذه الفجوة وعلاج قرارات التسرع بالطلاق، إذ أكدت دراسة علمية سعودية حديثة أجراها مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري أن نسبة الطلاق لدى الشباب الذي خضعوا لبرنامج التأهيل للزواج منخفضة بشكل كبير جداً، إذ بلغت 1.7% مقابل أن 98.3% من نفس الشريحة يستمتعون بحياة أسرية مستقرة، وأشارت ذات الدراسة إلى أن 74% من عينة الدراسة استفادت من هذه الدورة بدرجة عالية في العلوم والمعارف والمهارات في الجوانب الأسرية والنفسية والاجتماعية في مقابل 23% يرون أن الاستفادة متوسطة، و3% يرون أن الاستفادة من الدورة كانت ضعيفة. ورأى 87% من عينة الدراسة أن زواجهم ناجح بكل المقاييس، ونصح 94% من عينة البحث الشباب الآخرين بأهمية الحصول على الدورة قبل الزواج لما وجدوه من فائدة في حياتهم الزوجية، في مقابل 6% يرون أن تأثيرها متوسط. وتقام دورات المقبلين والمقبلات على الزواج في أكثر من جمعية في مدن المملكة دون رسوم على المتدرب للجنسين، في مدة من 3-4 أيام ويقدمها نخبة من المستشارين والمختصين الأسريين والنفسيين، وتتضمن محاور في الحقوق والواجبات للطرفين والفروق في الأنماط بين الرجل والمرأة، وسبل التعامل مع المشكلات وكيفية إدارة الأسرة اقتصاديا.