ارتفاع حالات الطلاق في المجتمع السعودي، ووصولها إلى أرقام عالية جدا بحسب الدراسات المعلنة أخيرا التي تجاوزت 60 في المئة من الزيجات التي تمت في غضون السنوات الثلاث الماضية، تبرز الحاجة الماسة إلى إقرار دورات تأهيلية إلزامية على الشباب من الجنسين تقدم من خلالها النصائح والإرشادات التي تسهم في إبقاء العلاقة الزوجية وإيجاد وسائل متعددة لمواجهة المشاكل الأسرية التي تظهر على السطح بعد أشهر قليلة من الارتباط. تأهيل أسري أوضحت دراسة علمية سعودية أعلنت أمس أن نسبة الطلاق لدى الشباب الذين خضعوا لبرنامج التأهيل للزواج منخفضة بشكل كبير جدا، حيث بلغت 1.7 في المئة مقابل 98.3 في المئة من نفس الشريحة يتمتعون بحياة أسرية مستقرة. جاء ذلك ضمن نتائج دراسة استطلاعية أعدها الدكتور علي بن محمد آل درعان رئيس قسم الدراسات والتطوير بمركز المودة الاجتماعي بعنوان (فاعلية برنامج التأهيل الأسري بمركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري)، التي نشرها المركز على موقعه في شبكة الإنترنت (بوابة المودة) بهدف تعميم الفائدة وتمكين المهتمين والباحثين من الحصول عليها والاطلاع على نتائجها. وأوضح الدكتور آل درعان أن الدراسة سعت لاستعراض فاعلية برنامج التأهيل الأسري في إعداد المقبلين على الزواج، مشيرا إلى أنها تهدف إلى توضيح أهمية التأهيل الأسري لاستقرار الأسرة وسعادتها. نتائج الدراسة وأبان آل درعان أن الدراسة أجريت للحاصلين على الدورة التدريبية للمقبلين على الزواج في مركز المودة الاجتماعي خلال الثلاثة الأشهر الأولى من 1429ه بمحافظة جدة، والذين مضى على زواجهم أكثر من عام، حيث بلغ عدد العينة 300 شخص من الأزواج، وتم تطبيق الدراسة خلال الفترة الزمنية من 2 – 16 صفر الماضي. وأشار إلى أن متوسط العمر في الشريحة المستهدفة ما بين 20 إلى 30 سنة، والمؤهل العلمي للمبحوثين توزع ما بين المتوسط والثانوي والجامعي، ومتوسط الدخل الشهري أقل من ستة آلاف ريال، في حين يقطن جميع المبحوثين بجدة وضواحيها، ومضى على زواجهم أكثر من سنة. واستعرض نتائج الدراسة، حيث نصح 94 في المئة من المبحوثين الشباب المقبلين على الزواج بحضور دورات التأهيل الأسري وذلك للأثر الإيجابي الذي تركته هذه الدورة في حياتهم الزوجية ورغبتهم في أن تعم الفائدة، مقابل أن 6 في المئة يرون تأثير هذه الدورة متوسط. استفادة قصوى وأبانت أن 74 في المئة من عينة الدراسة استفادت من هذه الدورة بدرجة عالية لا سيما في العلوم والمعارف والمهارات في الجوانب الأسرية والنفسية والاجتماعية وتمكن كوادر التدريب من أساليب التدريب ومهاراته، مقابل 23 في المئة يرون أن الاستفادة متوسطة، في حين أجاب 3 في المئة من عينة المبحوثين أن الاستفادة من هذه الدورة ضعيفة. وكشفت نتائج الدراسة عن أن 87 في المئة من أفراد العينة يرون أن زواجهم ناجح بكل المقاييس، مقابل 10 في المئة يرون أن زواجهم مستقر، في حين أن 3 في المئة يرون أن مستوى استقرار زواجهم ضعيف. ارتفاع نسبة السعادة وكشفت نتائج الدراسة أن نسب السعادة بين المتدربين مرتفعة كونهم اكتسبوا فن التعامل والإقناع والحوار بنسب متفاوتة بين المتوسطة والعالية، ومن خلال إجابتهم تبين أن لديهم مهارات عالية في حل المشكلات الزوجية من خلال ما تلقوه من تدريب ومهارات ومعارف كان لها الأثر في خفض نسبة المشاكل إلى درجة ضعيفة والوقاية منها قبل وقوعها. وفي ختام الدراسة أوصى الباحث بتوفير بيئة تدريبية جاذبة تتوافر فيها مقومات التدريب بهدف استقطاب أكبر شريحة من المقبلين على الزواج وإتاحة الفرصة لمن سبق أن تزوج عبر إقامة دورات متقدمة لمن يحتاجون إلى التأهيل الأسري، وأوصى بتوثيق الصلة بين من حصلوا على الدورة ومنسوبي المركز وحضور الزوجات للبرامج المشتركة مثل: (فهم النفسيات، ميزانية الأسرة، تربية الأبناء) مزامنة مع الأزواج، فضلا عن إقامة برامج التأهيل الأسري للفتيات بشكل منفرد.