بدا التفاؤل في ملامح حياة السعوديين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، بعد إعلان ميزانية 2017 عن برنامج «حساب المواطن» الذي يهدف إلى دعم الأسر ذات الدخل المحدود، والمتوسط المنخفض، في تحمل أعباء الإصلاحات الهيكلية خلال الفترة 2017-2020 بشكل مباشر وغير مباشر، خصوصا أن 40% من سكان المملكة من فئات الدخل المحدود والمتوسط المنخفض.وتأتي التعديلات الجديدة في أسعار منتجات الطاقة والمياه أحد هذه الإصلاحات، إذ من المتوقع أن تحدث أثرا مباشرا على تكلفة المعيشة كزيادة فواتير الكهرباء وغيرها، والتي ستسبب تغيرًا في تكاليف منتجات الطاقة لدى الأسر وتكلفة المعيشة بشكل عام، مقارنةً بغيرها من السلع والخدمات الضرورية في سلة المنتجات الاستهلاكية. ويرى المحلل الاقتصادي عبدالحميد العمري في حديثه إلى «عكاظ» أن «حساب المواطن» مختلف جذرياً عن غيره من المبادرات السابقة، التي كانت عادة لا تفرق بين الغني والفقير، إذ إن هذا البرنامج خصص لدعم وتخفيف وطأة الأثر الاقتصادي الناتج عن المبادرات المختلفة على ذوي الدخل المنخفض والمحدود فقط، ليصل الدعم بذلك إلى مستحقيه الفعليين، خصوصا أن قرابة 40% من المواطنين من ذوي الدخل المنخفض، لديهم قروض بنكية وعقارية، ما يعني أن الدعم سينعش ميزانيتها، خصوصا أن الميزانية أكدت أن الدعم سيكون تدريجيا ليصل أقصاه في 2020 لمواجهة الإصلاحات المنتظرة. وأبان أن المهم في الفترة القادمة أن يأخذ الاستهلاك المرجعي بعين الاعتبار الظروف المناخية في السعودية، باعتبارها بلدا صحراويا، وطوال نصف السنة تحتاج إلى تشغيل المكيفات، فلابد أن يكون هناك مرونة ولين، مع الوضع في الاعتبار أن يتم رفع التعويض قدر الإمكان، إذ إن قرابة 40% من المواطنين، لديهم قروض بنكية وعقارية، ما يعني أن البدل أو الدعم سينعش ميزانيتها. وأكد أن برنامج «حساب المواطن» سيقطع الطريق على «الهوامير»، الرابح الأكبر من جميع التخفيضات والدعم على أسعار السلع، وخصوصا المحروقات، والتي كانت تستهدف في مجملها المواطن محدود ومتوسط الدخل، إذ مع مرور الأيام حدثت بعض التغيرات في الاقتصاد السعودي، أدت إلى ظهور مشكلات عدة. وأضاف أن زيادة الدعم في السنوات الماضية، التي قاربت 400 مليار ريال، وتضاعف الاستخدام المفرط، أديا إلى تهريب المحروقات إلى بعض الدول المجاورة، والأكثر من ذلك أن هذا الدعم الكبير من الحكومة أصبح فيه الأغنياء والأثرياء والتجار وغير السعوديين هم أكثر المستفيدين منه، فيما يصل منه القليل للمواطن الذي بالكاد يمتلك سيارة واحدة، وربما منزلا صغيرا أو لا، ويحتوي على أربعة أو ثلاثة مكيفات، إلا أنه محسوب عليه أنه أحد الحاصلين على الدعم. وقد تسبب تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه في المرحلة الأولى في 2016 في ارتفاع مبدئي في الأسعار في بداية العام، إلا أن الأسعار لم تواصل الارتفاع نتيجة لانخفاض أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية الرئيسية. وتابع: تمثل الأسر السعودية الفئة الأساسية المستهدفة من الاستفادة من البدل، إضافة إلى الأفراد السعوديين غير المتزوجين ممن يعيشون بشكل مستقل عن أسرهم، وأسرة الأم السعودية المتزوجة من غير سعودي، وحاملي بطاقات التنقل. وتؤهل تلقائيًا للبدل كافة الأسر المستفيدة من برنامج المعاشات الضمانية لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وذلك لكونهم أول المستحقين للدعم الحكومي وربما الأكثر حاجة. واستدرك قائلا: لدى بعض الهوامير منزل، يضم نحو 50-70 غرفة، ويمتلك قرابة 14-20 سيارة، ولديه 60 أو 70 مكيفا، وعلى رغم ذلك، هو المستفيد الأول من الدعم، وقد طالبنا منذ العام 2011، أن ترفع الأسعار ويتم تعويض المواطن محدود الدخل، بدلا من أن يكون الدعم معمما، يستفيد منه الغني ولا يحصل منه المواطن المستهدف سوى على أقل القليل. وأنهى حديثه قائلا: باختصار قطع «حساب المواطن» الطريق على الهوامير، ممن استغلوا في وقت سابق حاجات المواطن، وحصلوا على النسبة الأكبر من الدعم، ولم يتركوا للمواطن العادي سوى الفتات، في وقت كان بعضهم يدفع فواتير كهرباء بين 4-5 آلاف ريال، فيما يضيق الحال بساكني البيوت الشعبية الذين لا تتعدى فواتيرهم 70 أو 100 ريال.