اعتمد وزراء إعلام دول منظمة التعاون الإسلامي بالإجماع، مشروع القرار الذي تقدم به وفد المملكة الخاص بدور الإعلام في مكافحة الإرهاب. وأكدوا في ختام مؤتمرهم في جدة أمس (الأربعاء)، أن وسائل الإعلام والمفكرين معنيون بتسليط الضوء على كون ظاهرة الإرهاب ظاهرة اجتماعية عالمية لها أسبابها وأنماطها، وليست ظاهرة دينية. وشدد القرار على دور وسائل إعلام دول المنظمة، وخصوصا أدوات الإعلام الجديد، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، في مكافحة الإرهاب دولياً والتعريف بالصورة الحقيقية للإسلام ونبذ الإرهاب، ويركز على تأهيل كوادر إعلامية متخصصة قادرة على التعامل مع الأحداث الإرهابية وتغطيتها بالشكل المناسب، وإنتاج أفلام قصيرة لمجابهة ظاهرة الإرهاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام. كما اعتمد الوزراء الإستراتيجية الإعلامية للمنظمة للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وآليات تنفيذها، واعتماد الإستراتيجية الإعلامية الشاملة حتى عام 2025، وتمكين المرأة في وسائل الإعلام ومن خلالها، والتحرك الإعلامي داخلياً وخارجياً. وأكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي في كلمة في المؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام لدول منظمة التعاون الإسلامي أهمية قرار المملكة في إدانة وتجريم الإعلام المروج للإرهاب. وبين في كلمة افتتح بها أمس (الأربعاء) في جدة أعمال الدورة ال 11 للمؤتمر الإسلامي، تحت شعار (دور وسائل الإعلام المتجدد في مواجهة الإرهاب والإسلاموفوبيا) برئاسته، وحضور الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن المملكة من أوائل الدول التي تعرضت لآفة الإرهاب من خلال أكثر من 100 عملية إرهابية، منها 18 عملية نفذتها عناصر مرتبطة تنظيميا بجهات حكومية خارجية، لافتاً إلى إحباط 268 عملية إرهابية قبل وقوعها. وبين أن المملكة عملت على إبرام العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، منها معاهدة منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب الدولي في 1 يوليو 1999، وشكلت تحالفاً إسلامياً من 40 دولة لمحاربة تلك المنظمات الإرهابية، وأصدرت التشريعات الخاصة بمكافحة الإرهاب للحد من آثاره محلياً وإقليمياً ودولياً، وسبقت وبادرت بطرح فكرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وذلك خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض 2005، أنشئ من خلاله مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب الذي تبرعت له المملكة بمبلغ 110 ملايين دولار. وقال: إيماناً من المملكة بأهمية هذا الموضوع والدور الذي يمكن أن يقوم به مؤتمرنا في مكافحة الإرهاب، فقد تقدم وفد المملكة بمشروع قرار بشأن دور الإعلام في مكافحة الإرهاب، لاقى استحسان ودعم الدول الأعضاء في المنظمة، ودعا مشروع القرار الدول الأعضاء إلى إدانة وتجريم وسائل الإعلام التي تروج وتحرض على الإرهاب، وينبغي لنا البناء على ذلك ووضع آليات محددة بضرورة تنسيق السياسات الإعلامية بين وسائل الإعلام المختلفة بدول المنظمة في ما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب وتطوير التشريعات الإعلامية المنظمة لعمل القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية لهذه الدول، وتقييم مواقفها والعمل على وقف القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية الداعمة للجماعات الإرهابية عبر آليات نظامية وقانونية واضحة ومحددة خاصة في ظل ما نعايشه من ثورة إعلامية لا تدع مجالاً لمن يتقاعس عن واجباته الإسلامية والدولية والإنسانية. وزاد: إننا نعاني اليوم وأكثر من أي وقت مضى من تنامي ظاهرة الإرهاب، والتي استفحلت مستغلة ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط من أزمات، أدت إلى اختطاف عدد من وسائل الإعلام التقليدي والحديث من قبل الإرهاب وداعميه»، وأكد ضرورة تقديم الدعم والتشجيع المادي والمهني للقنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية التي تحارب الإرهاب. ومضى يقول: يواجه أشقاؤنا في اليمن أزمة نتجت عن محاولة اختطاف ميليشيا الحوثي والقوات الموالية لها لليمن الشقيق عبر انقلاب على الشرعية. وأردف: إن ميليشيا الحوثي أقدمت على إطلاق صاروخ باليستي تجاه مهبط الوحي وقبلة المسلمين في مكةالمكرمة، اعترضته الدفاعات الجوية السعودية، وهذا عمل إجرامي وتعد صارخ على مشاعر المسلمين واستهانة بمقدساتهم. وأشار إلى أنه في هذا الوقت تنامت الحملات الإعلامية المسيئة للإسلام ولمقدساته، مما يتطلب من جميع الدول والمنظمات والهيئات بذل المزيد من الجهود وتوفير الإمكانيات البشرية والمادية وترشيدها لتقليص الفجوة الرقمية بين دولنا والعالم المتقدم والانخراط بشكل فاعل في مجتمع المعلومات والتصدي للإعلام المغرض وتقديم الصورة الحقيقية للإسلام وللحضارة الإسلامية. مواجهة التحديات أفاد الدكتور عادل الطريفي أنه يأتي على رأسِ أهدافِ المنظمةِ تعزيزُ أواصرِ الأخُوَّةِ والتضامنِ والتعاونِ بين الدولِ الأعضاء، وحمايةُ مصالحِها المشتركة، ومناصرةُ قضاياها العادلة، وتنسيقُ جهودِها وتوحيدِها بغية التصدّي للتحدياتِ التي يواجهُها العالمُ الإسلامي. وأكد أنَّ الجماعاتِ الإرهابيةَ تستخدمُ جميعَ الوسائلِ الإعلاميةِ المتاحة في نشرِ الفكرِ المتطرفِ والخطابِ المضلّلِ والأطروحاتِ المتشددة، كما تسعى إلى استقطابِ الشبابِ والشاباتِ والتغريرِ بهم للانضمامِ إلى تنظيماتِهم الإرهابية، أو الانضمامِ للعناصرِ المساعدة التي توفرُ لهم الدعمَ اللوجستي. وأوضح أنَّ ظاهرةَ الإسلاموفوبيا أصبحتْ تمثّلُ شكلاً من أشكالِ التفرقةِ والعنصريةِ والتمييز، وباتَ من المُلاحَظِ تنامي الخطابِ السياسي في بعضِ الدولِ الغربيةِ الذي يستهدفُ المسلمين والدينَ الإسلاميَ ورموزَه، لاسيما في أثناءِ الحملاتِ الانتخابية، سعياً من أصحابِ هذا الخطابِ لتحقيقِ مكاسبَ سياسية، مضيفاً أن استمرارَ استهدافِ المسلمين يغذّي ظاهرةَ الإسلاموفوبيا في أوروبا وغيرِها من المناطق ويدفعُ المجتمعاتِ الأوروبيةَ نحو سلوكِ الضجرِ تجاه الأقلياتِ المسلمة التي تعيشُ بينها. العثيمين: إستراتيجية إعلامية للتصدي ل «الإسلاموفوبيا» كشف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أنه في إطار سعي المنظمة من أجل الإسهام في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا الخطيرة والمتفشية ومعالجة تداعياتها، فقد تم إعداد إستراتيجيةٍ إعلاميةٍ للتصدّي لهذهِ الظاهرة ووُضِعت آليات وبرامجُ لتنفيذِها بمساعدة المؤسسات المعنية التابعة للمنظمة. وبين أن الأمانةَ العامةَ أعدّت إستراتيجيةً إعلاميةً أطّرت الآلياتِ الملائمةَ من أجلِ عملٍ إعلامي فاعلٍ ومنسَقٍ ستضطلعُ به المنظومةُ الإعلاميةُ للمنظمةِ والمؤسساتِ التابعةِ لها. وقال: إن استضافة المملكة لهذه الدورة، يعكسُ اهتمامها بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ووليِ العهدِ، ووليِ وليِ العهد، بكلّ ما منْ شأنِه رفعةُ الإسلامِ والمسلمين والدفاعُ عنْ قضاياهم المشروعة، وقال نجتمعُ اليومَ وأمتُنا الإسلاميةُ تواجهُ تحدياتٍ متعددةً تستهدف استقرارَها وجهودَ تنميتِها، بل وحتى هويتَها ونمطَ حياتِها. وأضاف أن المؤتمرَ يتوجهُ نحو أحدِ أبرزِ تحدياتِ قطاعِ الإعلام بالمنظمة والدولِ الأعضاء، وهو تطويرُه ليواكبَ المتغيراتِ المتسارعةَ في وسائل التواصل.