فيما توقعت السعودية وروسيا توصُّلَ منتجي النفط من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين المستقلين خارجها إلى اتفاق في الاجتماع المنعقد حاليا في العاصمة النمساوية (فيينا)، وتعهدهم بتقليص إنتاج الخام ورفع الأسعار في أول تحرك مشترك من نوعه منذ 2001، أبلغت السعودية عملاءها الأمريكيين والأوربيين أنها ستخفض تسليمات النفط اعتبارا من يناير القادم، في إشارة على أنها بدأت بالفعل تنفيذ خطة خفض الإنتاج. وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح أن اجتماع «أوبك» الذي عقد أمس (السبت) مع المنتجين من خارج المنظمة أثمر عن اتفاق تاريخي سيوسع دائرة التعاون لتوازن الأسواق، وفقا لتغريدة له على حسابه الخاص في «تويتر». وأوضح الفالح للصحفيين أنه يوجد اتفاق بالفعل ويجري حاليا وضع اللمسات النهائية عليه. وبسؤاله عما إذا كان يتوقع أن تخفض أي دولة من خارج أوبك باستثناء روسيا إنتاجها من النفط قال الفالح: «سنعرف الأرقام المحددة اليوم، ولكنني أتوقع أن تكون هناك نحو 10 إلى 11 دولة في البيان الختامي بأرقام محددة». من جهته، بين مصدر خليجي بقوله: «إن السعودية أخطرت العملاء بخفض إمدادات الخام تمشيا مع تقليص الإنتاج الذي اتفقت عليه (أوبك) الأسبوع الماضي، وأبلغنا عملاءنا بأن التزام السعودية بمخصصات «الخفض» سيكون كاملا». وتابع: «نخفض الإمدادات أكثر إلى الولاياتالمتحدة لأن المخزونات بالغة الارتفاع». من ناحيته، أشار وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك خلال إفطار جماعي ضم وزراء من أوبك والمنتجين المستقلين في فيينا، إلى أنه لا يرى مثل تلك المخاطر التي تنذر بفشل الاتفاق. في حين ذكر أمين عام أوبك محمد باركيندو أنه يتوقع توقيع إجمالي 12 دولة غير الأعضاء في المنظمة على الإعلان مع أوبك والإسهام بشكل كامل بخفض الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميا أو أكثر. وأضاف للصحفيين: «هذا اجتماع تاريخي للغاية، وسيعزز ذلك الاقتصاد العالمي وسيساعد بعضا من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تحقيق معدلات التضخم المستهدفة». وعلى صعيد الأسعار، ارتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم يناير 1.07 دولار ليبلغ 50.84 دولار، وفي لندن أقفل برميل البرنت نفط بحر الشمال المرجعي الأوروبي على تراجع طفيف وبلغ سعره 54.16 دولار عند الإغلاق مساء (الجمعة) الماضية. يذكر أن وكالة الأنباء الكويتية «كونا» نقلت تعيين عصام المرزوق وزيرا للنفط، بالتزامن مع موافقة منتجين على تقليص إنتاجهم من الخام.