«لكل مقام مقال» مقولة تحمل مضمونا بأن الأسلوب في الحديث ينبغي أن يتنوع وفق شرف المكان والزمان، إلا أن الشعر في حضرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بات بحاجة إلى إتقان الوزن والقافية والإلقاء، خصوصا وأن الملك سلمان عرف عنه ثقافته الواسعة وقراءته الدائمة واهتمامه بالعلم والثقافة. الشاعر مشعل بن محماس الحارثي والذي لمع بريقه في قصائده الشعرية الوطنية أمام الملك سلمان لتكون أنموذجا لهيبة الشعر وشموخه أمام ملك تهابه الرجال قبل الحروف ليشكل معها مقولة أن لكل شعر مقاما. الحارثي بوقفته الواثقة وصوته الرنان وإلقائه الحماسي وشعره البليغ استطاع في أكثر من مناسبة يشرفها خادم الحرمين الشريفين أن يلهب حماس الحضور ويلفت انتباه الجماهير لتتحول قصائده إلى حديث الشعراء والمجتمع. ففي الحفل الذي أقامته حكومة مملكة البحرين احتفاء بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، لها زلزل الحارثي بشعره قصر الصخير في المنامة حتى أنه أنهى قصيدته ولم ينته تصفيق الحضور له، ليطلب الملك سلمان لقاءه وشكره. لم تكن قصيدة قصر الصخير القصيدة الوحيدة للشاعر الحارثي أمام خادم الحرمين الشريفين، بل سبقها قصيدته التي ألقاها أيضا أمام الملك سلمان خلال حفل مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة في دورته ال30 والتي ذرف معها خادم الحرمين الدموع متأثرا بما حملته من معانٍ عظيمة ومسؤوليات جسيمة تقع على عاتقه كحاكم لهذه البلاد وذلك عندما قال: خيالة العوجاء على حرب وقتال من دون بيت الله ومسجد نبيه.