تبخرت أحلام إيران بأنها حصلت على الحصانة بالاتفاق النووي بعد أن تلقت صفعة قوية بتمديد الولاياتالمتحدة للعقوبات الاقتصادية عليها لعشرة أعوام أخرى وهي بذلك تتلقى الصفعة الثانية بعد أن كانت الأولى صادمة لها بفوز دونالد ترمب بالرئاسة الأمريكية بعد تهديده بتمزيق الاتفاق النووي مع طهران. إيران التي هددت بالرد على قرار الكونغرس الأمريكي واعتبرته خرقا للاتفاق النووي لم تجد أمامها سوى ممارسة العربدة العسكرية في مضيق هرمز ظنا منها أنها تمارس الضغط على الولاياتالمتحدة، كرد منها على قرار تمديد العقوبات، فإيران التي استنفر كل مسؤوليها بتوجيه التهديد والوعيد، أكدت مجددا أنها دولة مارقة تمارس الإرهاب السياسي، والعسكري، والفكري، وما تحركاتها العسكرية في المضيق إلا تعبير عن إرهاب دولة. تمديد العقوبات على إيران أكد أن الولاياتالمتحدة كما الدول العربية والإسلامية لا يمكنها الوثوق بهذه الدولة المارقة التي تعيث فسادا في المنطقة باعتبارها صانعة الإرهاب ومصدره من خلال أجندتها الساعية لبث الفتن العرقية والمذهبية وما يحدث في العراق واليمن وسورية أكبر الشواهد على ما تفعله الماكنة الإيرانية. أحسنت الولاياتالمتحدة صنعا بقرارها تمديد العقوبات وهو قرار جاء بعد ارتفاع منسوب الغطرسة الإيرانية في أعقاب توقيع الاتفاق النووي الذي اعتبرته طهران انتصارا لها دون أن تدرك أنها تحت الرقابة الدولية فهي لم تحسن التصرف، ولم تظهر أي تقدم ملحوظ في السياسة الخارجية لإيران، والمتمثلة في إثارة كل ما من شأنه تأجيج الاضطرابات والفتن العرقية والمذهبية، وما يحدث في المنطقة دليل واضح للعيان على ذلك، كما أن سلوك إيران في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية مؤشر آخر على سياسة تمويل الإرهاب والعصابات المسلحة. تحصد إيران الآن نتائج أفعالها فتمديد العقوبات الاقتصادية لم يكن مفاجئا، وجاء طبيعيا في إطار علاقة طهران بالمجتمع الدولي، الأمر الذي سيعزز قرار ترمب بتمزيق الاتفاق النووي الذي أبرمه باراك أوباما مع إيران؛ فالمجتمع الدولي الذي عانى ويعاني من سياسات إيران، ومناوراتها، وكذبها الممنهج، وعدم التزامها بأي تعهدات لا بد، وأن يعاقبها.