يكشف قرار البرلمان العراقي بضم ميليشيات «الحشد» الشعبي إلى الجيش النظامي، سيطرة ملالي قم على العراق وتحويله بؤرة إرهاب طائفية بكل اقتدار.والاستعراض العسكري الذي نفذته ميليشيات «حزب الله» أخيرا في القصير السورية عارضا مدرعاته في خطوة غير مسبوقة لا يمكن فصله مطلقا عن قرار «شرعنة الحشد» إذ أنه تطبيق لإستراتيجية الهيمنة والاحتلال التي صاغها قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التي تشكل النسخة المنقحة لمشروع «تصدير الثورة» الذي أطلقه الخميني عندما صادر ثورة الشعب الإيراني على نظام الشاه. إنها إستراتيجية الدولة الرديفة كي لا يقع اللبس مع الحالة التركية في هذا المجال. نظام الملالي مع اعتماده على شعارات طائفية لتحقيق مآربه، عبر ضرب تماسك كتلة الأكثرية عبر الفتن والإرهاب وتشويه صورة الأكثرية، فيما المسار الثاني هو تحشيد الأقلية عبر دعم إنشاء ميليشيات مسلحة تصدر على أنها أداة لتنفيذ أجندات دولية. هذه الإستراتيجية بدأت في إيران نفسها عبر الحرس الثوري الذي بات يتفوق قوة وعتادا على الجيش الإيراني النظامي. تشريع الحشد في العراق من قبل البرلمان المهيمن عليه من إيران، صياغة الحرس الثوري بنسخته العراقية، وهو القبض عسكريا على دولة العراق بكل مواردها وإمكاناتها، والخطوة هذه لن تقف عند هذا الحد، بل إنها تتقدم باتجاه الحلقة الثانية في لبنان عبر حزب الله الذي من غير المستبعد ان يُعمل على ضمه في صفوف الجيش اللبناني في المستقبل وضمن ألوية مستقلة لزوم المقاومة وأسرارها، كما اعتادوا على التبرير عند المساءلة..! نظام الملالي وعبر هذه الإستراتيجية الطائفية يسعى إلى حكم الممر الساعي الى السيطرة عليه الممتد من إيرانفالعراق وسورية وصولا إلى شاطئ المتوسط في لبنان، هي التهمة التي عملوا على ترويجها ضد ما يسمى بداعش الذي هو صنيعتهم فإذا هم يعمدون إلى تنفيذها. نظام الملالي يسعى إلى حكم هذه الأقاليم سورية ولبنانوالعراق عبر ميليشيات الحشد وإن اختلفت التسمية بين مكان وآخر. يبقى السؤال، هل ينجح هذا المشروع؟ الإجابة يمكن اختصارها بأن هزيمة الأشرار لن تحصل إن لم يستيقظ الأخيار من سباتهم...