أكد وزير النقل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) سليمان بن عبدالله الحمدان أن القيمة النوعية لمشاريع شركة «سار» وعوائدها المرتقبة على الاقتصاد الإجمالي للمملكة تكمن في دعمها اللوجستي لمختلف النشاطات التجارية والصناعية والتنموية، إضافة إلى ما تقوم به من تطوير لخدمات نقل الركاب بتقديم حلول إضافية آمنة ومريحة، ومع استكمال الشركة تنفيذ المشاريع الموكلة إليها وتحقيقها لأهدافها التشغيلية على مستوى نقل الركاب وشحن البضائع إلى جانب النقل الثقيل للمعادن تبرز القيمة النوعية التي سيضيفها دخول هذه الخطوط الحديدية كإحدى وسائل النقل بالمملكة. وكشف أن من ثمار خط التعدين مساهمة القطارات في تخفيف ضغط شاحنات النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسية، وتوفير 70% من استهلاك الوقود في نقل الحمولة من خلال الشاحنات، إذ تمكنت قطارات شركة «سار» خلال شهر واحد فقط من إزاحة أكثر من 27700 شاحنة عن الطرق، كانت تنقل الكميات ذاتها. وعلى الجانب البيئي، أشار إلى أن تشغيل قطارات المعادن أثمر في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 75%، وتوفير السلامة على الطرق بين المدن بتخفيض نسب الحوادث التي كانت الشاحنات طرفاً رئيسياً فيها، إضافة إلى انخفاض أبخرة أكسيد النيتروجين، وغيرها من الجسيمات المتطايرة الأخرى بنسبة 50% مقارنة بالنقل من خلال الشاحنات. وعن دور قطار المعادن في الإسهام في نمو المناطق التي يمر بها في الجزء الشمالي من المملكة أوضح أنه سيؤدي دوراً مهماً في نمو هذه المناطق، مبيناً أنه بعد اكتشاف معدن الفوسفات في السعودية عام 1969 بحزم الجلاميد شمال المملكة، واكتشاف معدن البوكسايت عام 1973 في البعيثة بالقصيم، بدأ نقل هذه المعادن من خلال قطارات «سار» أخيراً عقب اكتمال البنى التحتية للمناجم، وأسهم منجم حزم الجلاميد في انتعاش المنطقة بشكل مباشر، إثر توجه الدولة إلى إنشاء مدينة وعد الشمال التعدينية عام 2012، ما يسهم في فتح مجالات استثمارية جديدة على مستوى المنشآت المتوسطة والصغيرة للعمل ضمن نشاطات داعمة للقطاعات الكبرى القائمة، إضافة إلى خلق مجالات وفرص عمل جديدة للشباب السعودي في تلك المناطق، وتشجيع توزيع الانتشار السكاني بين عدد أكبر من المناطق كنتيجة لفرص الاستثمار والتوظيف الناتجة عنها. وأفاد وزير النقل رئيس مجلس إدارة «سار» بأن توجه الدولة يهدف كذلك إلى دفع عجلة التنمية العمرانية في تلك المناطق لمواكبة النمو السكاني فيها، وتخفيف العبء عن المدن الرئيسية بانتقال عدد من النشاطات والصناعات لمناطق أخرى، فضلاً عن دعم مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في تقديم خدمات أفضل للمستفيدين كنتيجة لتحسين وضع الانتشار السكاني بين عدد من المناطق. وأشار إلى أن قطارات المعادن نجحت في نقل نحو 17 مليون طن من الفوسفات والبوكسايت منذ بدء عمل القطارات عام 2011، حتى أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن آلية نقل المعادن تتلخص في تعبئة عربات وتفريغها في الحاويات المخصصة. يذكر أن شركة «سار» أنشئت لتقديم خدمات نقل الركاب والمعادن عبر الخطوط الحديدية بشبكة طولها 2750 كيلومترا، وبدأت عام 2011 بتقديم خدماتها لنقل المعادن بشبكة طولها 1400 كيلومتر من أقصى شمال المملكة في الحدود الشمالية وبالتحديد منطقة مناجم حزم الجلاميد، التي تبعد 100 كيلومتر شرقي مدينة عرعر، وصولاً إلى معامل تكرير شركة «معادن» في ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي. ودشنت الشركة خط التعدين لنقل البوكسايت في مايو 2014 من منجم «البعيثة» في منطقة القصيم وسط المملكة إلى رأس الخير، وهو المنجم الأضخم بالمنطقة في إنتاج خام البوكسايت الذي يصنع منه الألمونيوم وصفائح العلب والألواح ومواد الإنشاءات.