ينشط الرئيس العام لرعاية الشباب سمو الأمير عبدالله بن مساعد في حضور الجلسات والمنتديات والحوارات، ويقول كلاما مهما جدا عن المرحلة المقبلة للشباب السعودي فمثلا هو في منتدى أسبار قال أول أمس إن مسؤولية «رعاية الشباب» لا تقتصر على الذكور فقط بل تمتد إلى الجنسين، وقال: «النساء تحت اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ونعرف الحدود الاجتماعية والدينية، والإسلام واضح ومعروف، وهناك تطور في الوضع النسائي لدى الرعاية». هذا هو الكلام ذاته الذي قاله في منتدى جدة الاقتصادي الأسبوع الفائت، أي أنه لا يقول جديدا بل يكرر الكلام، دون أن نرى أي فعل، خاصة أن المحتسبين مرابطون عند الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولن يتركوه يفعل شيئا سوى المزيد من الكلام. لا أعلم إن كانت الرئاسة تتابع الأحداث وما يجري في البلد من استهداف لشبابنا وتفخيخ عقولهم بسموم الضلال والهلاك! ألم يلاحظ سمو الأمير أن الفئات العمرية التي تقتل أقاربها كما حدث في قضية مقتل الضابط بدر الرشيدي أن أعمار القتلة بين 18/24 عاما؟ وهل يعلم أن كل الجرائم التي أعلنت عنها الداخلية قبل عامين من السلب والسرقة والسطو كلها لشباب تتراوح أعمارهم بين 19/24 سنة؟ هل الرئاسة هي فقط حاضنة رياضية تتيح لهم الملاعب والمسابقات وتنفس لهم عبر المدرجات فقط ليطلقوا آهات التعصب حتى في عز الفرح؟ ترى ما هو دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب هنا؟ كيف يمكن قبل تخصيص الأندية وقبل الرياضة النسائية أن تكون فعلا راعية حقيقية للشباب بأفكار ملهمة تصحح أفكارهم وتجلو أدمغتهم وتعلمهم التفكير الحر عبر الرياضة التي يحبونها وعبر برامج ثقافية وطنية كبرى تبدأ من التعاون مع وزارة التعليم لا في التفتيش عن مواهب الأقدام بل تشترك مع الوزارة في صناعة عقلية الموهوب قبل صناعة قدمه! يقول الأمير عبدالله بن مساعد: «مجتمعنا يحول الأمور دائما إلى أمور هزلية وساخرة، ويسخر من المحاولة، والرياضة في الخارج مصدر إلهام على عكس ما هو موجود لدينا، وشخصيات الإلهام لدينا من الشخصيات الفقيرة المكافحة وليس من الأمراء أو شخصيات الوجاهة».. (انتهى). إنه كلام في قمة الروعة والجمال، لكنه أيضا يظل كلاما وليت الأمير يبدأ بتطبيقه على المؤسسة التي يديرها وما يتبع لها من مؤسسات واتحادات ولجان وتمتلئ بأصحاب الكفاءة لا الثقة حتى لو كانوا فقراء ومكافحين! أليس كذلك يا سمو الأمير؟ كنت أريد تذكير الأمير بما قرأته قبل عامين إلا قليلا أنه «تم الكشف عن التوجه للسماح بدخول العائلات الملاعب السعودية للمرة الأولى داخل مقصورات خاصة بكل عائلة، حيث تم تخصيص أكثر من 15 % من طاقة استيعاب ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة، بعد الانتهاء منه لاستقبال العائلات. وسيكون الملعب مؤهلا لاستقبال الإعلاميات والمصورات الرياضيات والراغبات في الحضور للقيام بتغطية المباريات المحلية والإقليمية والدولية، حيث ستكون هناك مدرجات خاصة للإعلاميات، وهي منفصلة عن مدرجات الإعلاميين الرجال». كنت أريد تذكير سموه بذلك لولا أنني تذكرت الصور التي نشرها الزميل صالح الفهيد في حسابه في تويتر لطفلات صغيرات تم منعهن من دخول الملعب إذ يقول المسؤول «أي بنت ممنوع»! [email protected] Twitter: @ali_makki2