في اللحظة التي اجتمع فيها أكثر من 120 ألفا من جماهير الساحرة المستديرة في استاد القاهرة، ومثلهم خارج الاستاد، لتوديع أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب صاحب ال550 هدفا، في مباراة اعتزاله في أول ديسمبر 1988، مرددة بصوت واحد «لأ يا بيبو لأ.. لأ ما لكش حأ» (حق)، لم يستطع «بيبو» مغالبة الدموع والعبرات، فلم تخرج من فمه سوى كلمتين «ألف شكر.. ألف شكر»! الكلمتان نفسهما كاتنا حاضرتين على لسان كابتن الأهلي والمنتخب المصري، الذي لم يتلق خلال مشواره الكروي الممتد على مدى 16 عاما، سوى كارت أصفر وحيد، حين فوجئ أخيرا، وبعد مرور 28 عاما على اعتزاله، بقانون الرياضة الجديد يشهر أول كارت أحمر في وجهه، بعدما استبعدته المادة 37 من القانون، لتحرمه من رئاسة القلعة الحمراء. حلم كابتن الفراعنة منذ ولادته في 30 أكتوبر 1954 في «أجا» بمحافظة الدقهلية، للعب للنادي الأهلي، إذ ولد عاشقا للفانلة الحمراء، وبعدما أتم عامه ال15 سافر إلى القاهرة ليلعب لفريق النصر أولا، ومن ثم انتقل للعب للأهلي في 1971 قبل أن يعتزل إثر الإصابات المتكررة، وانضم لصفوف المنتخب المصري في 1974، وكان له دور فعال في قيادة الفريق المصري لأولمبياد 1980 و1984، فيما أحرز في لوس إنجليس هدفا رائعا في مباراة مصر وكوستاريكا لتنتهي بفوز الفراعنه 4/1، ما أهل المصريين للدور الثاني لأول مرة منذ أولبيماد طوكيو 1964. سجل «بيبو» أول أهدافه في مباراة الأهلي والبلاستيك في 15 أكتوبر 1972، ولعب 266 مباراة منها 199 في الدوري العام، و18 في كأس مصر و29 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، و20 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس، كما أحرز مع الأهلي بطولة الدوري العام 10 مرات، وكأس مصر 5 مرات، وفاز مع الفريق ببطولة الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس، لثلاث مرات. يعتز بعدد من النجوم العالميين والدوليين، في مقدمتهم النجم ماجد عبدالله، والكويتي جاسم يعقوب، وبيليه في قيادته للبرازيل بكأس العالم 1958، و1962، و1966، و1970، ودي ستيفانو الذي شاهد مباراته مع ريال مدريد أمام الزمالك، وتمنى ألا تنتهي. ويبقى سؤال جماهير الأهلي مشرعا.. هل يستحق «محمود الخطيب» أن تتجاهله الرياضة المصرية، بعد كل ما قدمه للنادي الأهلي ومنتخب مصر؟!