اكتظت أسواق العباءات التقليدية التي يرتديها الرجال في السعودية "البشوت" بالمتبضعين لفصل الشتاء، الذين كانوا يبحثون عن "بشوت" الوبر والفراء التي غطت واجهات تلك المحال بعد انتهاء موسم الأعراس وبدء إقبال كبار السن والشباب على تلك البضائع التي انتشرت في سوق الديرة وسط العاصمة الرياض والتي تتراوح أسعارها بين 150 وألف ريال، بينما قدر عاملون حجم سوق "البشوت" الشتوية بأكثر من خمسة ملايين ريال. وتصدرت "البشوت" المستوردة من سوريا معروضات السوق، وسط تنافس من تلك "الأردنية" و"الحساوية" على نصيب الأسد في سوق تلك الألبسة التي يفضلها السعوديون في الشتاء، خصوصا في النزهات البرية وعند إشعال الحطب في بيوت الشعر فتجدهم يتمسكون بهذه العادات والتقاليد التي توارثوها من آبائهم وأجدادهم. وقال تاجر "البشوت،" عبدالعزيز الطيار لCNN بالعربية، إن "سوق البشوت تقتصر على السعوديين والخليجيين الذي اكتظت بهم المحال مع إقبال فصل الشتاء الذي يتوقع أن يكون هذا العام أشد برودة." وأضاف: "يحرص الكثيرون على الاستعداد لفصل الشتاء والتجهيز له بالزي السعودي المتمثل في بشوت الوبر والفراء بأنواعها." وللوبر، بحسب الطيار، أنواع أجودها المنسوج من وبر الجمال والمتعارف عليه ب"الشتوي،" في السعودية وهناك أنواع أخرى هي و"بر سوبر اكسترا" الذي يصنع في الأردن ويستورد ليخاط في الإحساء، ويضاف إليه "الزري الحر،" ويتميز بنعومته والنوع الأخر وهو "وبر سوبر ديلوكس" الذي يصنع في سوريا. وهناك "وبر جبر" الذي يصنع في الإحساء ويعتبر الأقل وزنا، ولكن عيبه في خشونته، وهناك أنواع أخرى تسمى و"بر القنص" يستورد من سوريا وهو خشن جدا، وما عدا تلك الأنواع لا يكون وبرا خالصا بل ممزوجا بأنواع أخرى وتتراوح أسعاره حسب الجودة بين 150 وخمسة آلاف ريال، ويكون الإقبال عليها من قبل كبار السن. أما الشباب فإنهم يفضلون لبس الفراء في فصل الشتاء كما أن هناك نوعية أخرى متوسطة السماكة يفضلها الأشخاص الذين يرتدون المشالح بشكل مستمر، وتسمى "مرينة الوبر" وهي تصنع في السعودية في منطقة الإحساء ولها 21 لونا وتتراوح أسعارها بين 800 وثلاثة آلاف ريال، وفقاً للطيار. وأضاف تاجر "البشوت" السعودي أن أنواع الفراء كثيرة وأجودها الإيراني ثم الألماني ويتبعهما الصيني ثم السعودي وأسعارها تبدأ من 300 حتى 2500 ريال وأشار إلى أن أكثر المناطق إقبالا على البشوت والفراء هي المناطق الشمالية والجنوبية من السعودية التي تكون شديدة البرودة، وتأتي بعدها سائر المناطق. من جهة أخرى يقول تاجر الفراء رضوان عباس، إن هذه الأيام تعتبر موسم "البشوت" والفراء، واعتبر أن المنتجات الأردنية تضم أفضل الأنواع، وتأتي بعدها السورية التي تسيطر على السوق بنسبة 60 في المائة، إلى جانب السعودية التي تصنع في الإحساء وتعتبر الأغلى بسبب "الزري "الذي يزينها. ويلفت عباس إلى أن الإقبال يكثر على شراء البشوت السورية بسبب رخص ثمنها الذي لا يتجاوز 900 ريال. أضاف أن أكثر الأقمشة المستخدمة تأتي من الصين بسبب رخص الأيادي العاملة ولشهرة الصين في عالم النسيج. بحسب عباس، فإن أغلى "البشوت" هي تلك المصنوعة من قماش كشميري، وقد يصل سعرها إلى عشرة آلاف ريال، وتأتي بعده في الجودة الأقمشة الإيرانية التي يصل سعرها إلى 5000 الألف ريال ثم بقية الأنواع الأخرى وهناك نوع من الفراء يصنع في القصيم سعره لا يتجاوز 150 ريالاً. ويفضل كثير من الشباب الفراء بسبب التخييم في الشتاء وخروجهم للصحراء والقنص في الأيام المقبلة.