سقط خمسة قتلى على الأقل وأكثر من 20 جريحاً في مواجهات اندلعت بين مسلحين من أنصار ومناهضي الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، في مدينة "بني وليد"، والتي كانت واحدة من أبرز معاقل الكتائب الموالية لنظام العقيد، الذي قُتل على أيدي "الثوار" في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفيما نفى وزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العال، الأنباء التي ترددت عن سيطرة أنصار القذافي على المدينة، فقد حذر من أن قوات المجلس الوطني الانتقالي، الذي يقود البلاد في الوقت الراهن، لن تتسامح مع أي مسلحين موالين للعقيد الراحل. وقال عبد العال، في تصريحات للتلفزيون الليبي الرسمي: "أود أن أبعث برسالة إلى كل هؤلاء الموالين للنظام السابق: إنكم تلعبون لعبة الموت"، وتابع قائلاً: "إننا لن نكون رحماء معهم.. فإن حماية أمن ليبيا هي الأولوية القصوى." وفي وقت سابق الاثنين، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، عبد المنعم التونسي، إن المسلحين الموالين للقذافي ما زالوا يسيطرون على بعض مداخل المدينة، التي تبعد حوالي 170 كيلومتراً من جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس. وتشهد ليبيا حالياً ما يمكن وصفها ب"أسوأ أزمة" تواجه المجلس الوطني الانتقالي، بعدما قدم نائب رئيس المجلس، عبد الحفيظ غوقة، استقالته من منصبه الأحد، بعد سلسلة من الاحتجاجات ضد القادة الجدد في البلاد، قائلاً إن استقالته تأتي بسبب "أجواء الكراهية والشحن"، التي تمنعه من الاستمرار في أداء مهمته. وقبيل إعلان استقالة غوقة، نقلت وكالات أنباء ليبيا عن قال رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، قوله إن "ليبيا تمر بحراك سياسي قد يجر البلاد إلى هوة بلا قرار"، مطالباً بإمهال الحكومة الحالية مزيداً من الوقت. وكشف عبد الجليل بعد الاحتجاجات التي شهدتها بنغازي أواخر الأسبوع الماضي، أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي، وأن انتخابات ستجري لاختيار البديل.