دعا عدد من الشباب ، الباحث عن فرصة عمل إلى ضرورة التعاطي بروح إيجابية وفعالة مع برنامج «حافز» الذي يستهدف دعم العاطلين من خلال إعانة البطالة المقدرة بحوالي ألفي ريال، وتوفير فرصة عمل مناسبة لهم بعد عرض عدة خيارات مختلفة عليهم وفقا لتأكيدات مسؤولي البرنامج ووزارة العمل. وأشاروا إلى أن هذا المشروع الوطني يأتي في إطار سياسة الملك عبد الله الإصلاحية لمواجهة البطالة التي ارتفعت إلى أكثر من 10 في المائة بين الشباب و28 في المائة بين الفتيات وهو ما أدى إلى ارتفاع أعداد العاطلين الى أكثر من مليونين. وانتقدوا محاولات التشكيك المبكرة في البرنامج، مشيرين إلى أن هذه الآراء السلبية غالبا ما يكون لها آثار عكسية على المشاريع الطموحة. الوظيفة أهم من الإعانة في البداية، يقول عبدالرحمن الغامدي «برنامج حافز لا يهدف بالدرجة الأولى الى تقديم إعانة البطالة لمدة عام لكل شاب بعد انطباق الشروط ، لكنه يستهدف بالدرجة الاولى توفير فرصة عمل له، وكنت أعتقد أن الشباب سيواجه البرنامج بالإقبال عليه وعدم التشكيك في جدواه طالما يستهدف مساعدتهم، إلا أن البعض استبقوا كل المحاولات بالنيل منه مبكرا». وطالب وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية بضرورة تخصيص متحدثين إعلاميين لإيضاح كل شيء عن البرنامج والرد على مختلف التساؤلات بشأنه حتى لا يتسرب الإحباط الى الشباب الذين ملوا من رصيف البطالة على مدى سنوات طويلة. من جهته لم يستغرب الشاب فهد العلي محاولات التشكيك في البرنامج لربط الحصول على الإعانة بالتدريب الذي يعني ببساطة شديدة إعادة التأهيل للحصول على فرصة عمل ثابتة بعد تقديم خيارات متعددة ينبغي أن يتجاوب معها الشاب خاصة وأن الطموحات تستهدف رواتب تصل الى 4 آلاف ريال. وقال «منتقدو البرنامج مبكرا هم الذين دأبوا على الكسل وعدم المبادرة مع أي جديد وكانوا يظنون أنهم سيصرفون الإعانة وهم نائمون في بيوتهم». ودعا الشباب الى إبداء الجدية والفاعلية المطلوبة مع البرنامج حتى يحصلوا على فرصة مناسبة في سوق عمل بات يبحث عن النوعية والتخصص. وشدد على أن الشباب الذي لم يحصل على فرصة عمل أو تدريب في البرنامج لا ينبغي أن يتعرض للإحباط وإنما يجب عليه البحث عن فرصة للعمل الحر برأس مال بسيط يقترضه من بنك التسليف أو من الأهل والأصدقاء أو ينتظر بعض الوقت حتى تنطبق عليه الشروط ويتقدم للبرنامج. وقال سعيد القرني إن الدولة أولت قضية البطالة أهمية كبرى ، مشددا على أن توفير فرص العمل المناسبة يعكس سياستها الثابتة في دعم الأمن الاجتماعى والاقتصادي للمواطن حتى لا يتجه إلى الجريمة . وأرجع التعثر الذي واجه خطط السعودة في السابق إلى عدم قناعة الكثير من رجال الاعمال بكفاءة الشباب السعودي وطول الدوام وضعف الراتب ، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تحركا في الرواتب عكس السنوات السابقة. ودعا الشباب إلى الإقبال على الدورات التي سينظمها «حافز» للشباب الذين سيحصلون على إعانة البطالة من أجل تسكينهم في وظائف مناسبة. التوظيف بقطاع التجزئة ودعا الشاب سمير حسن قطاع التجزئة السعودي الذي يضم بمفرده أكثر من مليون فرصة عمل لفتح أبوابه أمام الشباب السعودي خاصة وأن وظائفه لا تحتاج إلى الكثير من التدريب، وقد أثبت الشباب العامل به كفاءة عالية مقارنة بالوافدين الذين لم يحصل 80 في المائة منهم به على شهادة الثانوية العامة. ودعا رجال الأعمال إلى ضرورة إعلاء العامل الوطني والتوسع في توظيف الشباب السعودي لأهمية ذلك في دعم الأمن الوطني والاجتماعي بعد أن أصبحت قضية البطالة شبحا بل كابوسا لكل المخططين. من جهة أخرى، قال مصدر في وزارة العمل إن الضوابط التي تم وضعها للقبول في البرنامج استندت إلى تجارب دولية عديدة ولم توضع بصورة عشوائية خاصة فيما يتعلق بالسن المستهدف بين 25 35 سنة. وقال «إن هذا السن يمثل المرحلة الأكثر إلحاحا في البحث عن عمل ولو تم تخفيضه لأدى ذلك بالشباب إلى التواكل وعدم الجدية طالما سيحصلون على إعانة في سن مبكرة ، وربما فكر بعضهم في عدم الالتحاق بالجامعة من الاساس». ورأى أن «حافز» يأتي في إطار سلسلة من الخطط الجديدة التي تستهدف التصدي لمشكلة البطال وتتضمن وضع قاعدة بيانات متكاملة للعاطلين عن عمل والذين تقدر أعدادهم بأكثر من مليوني شاب من أجل توفير فرص عمل مناسبة لهم.