وصل إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض ظهر أمس المواطن حمدان بن صالح بن طوالة الشمري، الذي اختطف من قبل عصابة الأحد قبل الماضي في مدينة لاجوس بنيجيريا. وكان في استقباله حشد من أقاربه لتنتهي فصول قصة جديدة من الاعتداء على مواطني المملكة من خلال عملية للقوات الخاصة النيجيرية التي أنهت معاناته. وأوضح الشمري في تصريح إلى "الوطن" أنه سافر إلى نيجيريا لإجراء مباحثات مع مستثمر يرغب في الاستثمار في المملكة، وكانت خطة السفر تشمل زيارة لاجوس ثم التوجه إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، لقضاء ثلاثة أيام فيها، وما إن وصل إلى مطار لاجوس حتى كان في استقباله موكب، ليستقل سيارة تسير أمامها دورية أمنية لفتح الطريق، لكنه اكتشف أنها تقوده إلى مكان احتجازه الذي وصله بعد نحو أربع ساعات. وأضاف الشمري أنه اتصل بعد عملية الاختطاف بالشخص الذي كان سببا في تعرفه على المستثمر الوهمي، وأبلغه بما حدث لتنطلق عملية واسعة للبحث عنه، نافيا أن يكون قد دفع أي فدية للمختطفين. وأشاد باهتمام السفارة السعودية في نيجيريا بدءا من السفير خالد بن عمر عبد ربه، وإبرهيم العسيري في شؤون الرعايا، وطارق المغربي في أمن السفارة حيث قالوا له إن لديهم مئة ألف حاج نيجيري لم يشكلوا ضغطا عليهم بقدر الضغط الذي تسببت فيه حادثة الاختطاف. وأضاف: أول اتصال تلقيته كان من السفير يبلغني فيه بانتهاء عملية الاختطاف ليرسل وفدا لنقلي من أبوجا إلى لاجوس. وحذر الشمري رجال الأعمال من الانسياق وراء العمل التجاري في منطقة مثل نيجيريا دون الرجوع والتنسيق المسبق مع سفارة المملكة هناك. وقال "أبلغني مدير الأمن النيجيري أن مدينة لاجوس تشهد عشر حالات قتل يوميا وأن انتهاء عملية اختطافي بهذه السرعة أعجوبة حيث إن الإحصاءات تشير إلى أنه تم في العام الماضي اختطاف نحو 300 شخص، وأن أقل مدة اختطاف كانت شهرين ودفع فدية، وآخرها كانت لفرنسي بقي مختطفا أربعة أشهر وخرج بفدية". من جانبه، عبر رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السفير أسامة نقلي عن سعادته بعودة المواطن حمدان الشمري إلى أهله ووطنه، معبرا عن بالغ شكره للحكومة النيجيرية على جهودها وتعاونها مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في أبوجا ووزارة الخارجية حتى إطلاق سراح الشمري. وأكد نقلي ل"الوطن" أن من أولويات مهام السفارات السعودية في الخارج خدمة مواطني المملكة، ومساعدتهم وتسهيل أمورهم. وفي ذات السياق، حذر المستشار الأمني العميد متقاعد منصور بن بطي العنزي من الانسياق وراء العروض المغرية التي ترد وبشكل منظم على البريد الإلكتروني لقوائم رجال الأعمال المدرجين في الغرف التجارية السعودية، مشددا على أن التجاوب مع الرسائل والاتصالات المشبوهة يعرض حياة الشخص لخطر حقيقي بخلاف فقدان أمواله. يذكر أن العصابة المسلحة التي اختطفت الشمري طلبت مبلغ 150 مليون دولار لإطلاق سراحه، ثم خفضت المبلغ إلى 50 مليون دولار، لكن المعلومات أشارت إلى تدخل الحكومة النيجيرية ليتم إطلاق سراح المواطن السعودي دون دفع فدية مالية. _______ انتهى ______