في أول نشاط يقيمه نادي مكة الأدبي في ظل إدارته الجديدة المنتخبة، حضرت قصيدة النثر من خلال الشاعرين عبدالله العثمان وماجد الثبيتي في أمسية قدمها الأستاذ موسى البدري، وشاركته من الجانب النسائي عضو مجلس إدارة النادي الدكتورة هيفاء فدا، وقرأ الشاعران خلالها العديد من القصائد النثرية مثل «سأقفز من علبة بيبسي» و«البنت الوحيدة» لعبدالله العثمان و«القبر لم يعد آمناً» و«تسجيل ملاحظات» لماجد الثبيتي، واتسمت النصوص بقدر كبير من الحرية الكتابية والتركيز على تجريبية واضحة وجريئة، لكن الإثارة بلغت ذروتها مع بدء التعليقات، إذ رأى الشاعر خالد قماش أن هذه التجربة تشكل تحدياً حقيقياً نجح فيه نادي مكة الأدبي، إذ إن هذه هي الأمسية الأولى في تاريخ النادي وتعنى بقصيدة النثر، وأشاد الدكتور ناصر السعيد بالنصوص غير التقليدية التي تحمل مفاهيم فلسفية، لكنه اعتبر أن قصيدة النثر ليست منبرية فهي بحاجة إلى الكثير من التأمل والتفكير، وهو الرأي الذي خالفه فيه الشاعر ماجد الثبيتي، إذ رأى أن قصيدة النثر تتميز بالفلاشات السريعة التي تشد انتباه المستمع، أما نائب رئيس النادي الدكتور حامد الربيعي، فنوه بتجربة الشاعرين لكنه اعترض على التقيد بشروط الإعراب لدى الشاعرين، وعقب أيضاً عليه الثبيتي قائلاً: «ان التقيد الإعرابي للنص المنبري يعتمد على الجانب النفسي المؤثر في عملية الإلقاء، وهو عامل متغير وليس ثابتاً، أما النص المكتوب فيستطيع الكاتب أن يراجعه لدى أي مدقق لغوي كما يفعل كبار الكتاب في العالم، أما الدكتور عبدالله الزهراني، فاعترض على مسمى قصيدة النثر، وطلب من الشاعرين الاقتداء بتجربة محمود درويش وقصيدته «سجل أنا عربي»، وهو الأمر الذي علق عليه الثبيتي من جديد، متهماً الاكادميين بأنهم غير مواكبين للقصيدة الجديدة وأن بعضهم توقف عند تجربة درويش القديمة التي تجاوزها درويش نفسه من خلال أعماله الأخيرة كالجدارية وغيرها. ومن الجانب النسائي سألت إيمان الأمير الشاعر العثمان عن استخدامه لمفردات ك«البيبسي» و«الدونات»، وأجابها بأن القصيدة الحديثة تشبه الحياة فنحن نكتب الحياة من خلال هذه المفردات. أما الأمر الذي لفت نظر بعض حضور الأمسية، فهو موقف رئيس النادي الدكتور أحمد المورعي، الذي احتفى كثيراً بالشاعرين الشابين، وأبدى سعادته الكبيرة بهذه الأمسية، وبما دار حولها من حوار إيجابي مفيد.