لا تزال عائلة الناشطة الأمريكية راشيل كوري تسعى للكشف عن الحقيقة في مقتل ابنتها قبل نحو ثماني سنوات جنوب قطاع غزة قرب الحدود مع مصر، بعد أن تعرضت لحادث دهس تحت عجلات جرافة إسرائيلية كانت تقوم بعمليات هجم لمنازل فلسطينيين في المنطقة. فالناشطة الأمريكية البالغة من العمر 23 عاما كانت جزءا من مجموعة تطالب بوقف عمليات هدم منازل الفلسطينيين في غزة. وكان تحقيق للجيش الإسرائيلي قد برأ سائق الجرافة الإسرائيلية من تهمة القتل، قائلا إن مقتل كوري كان حادثا لا أكثر، فكوري كانت تقف في زاوية بعيدة عن مرأى سائق الجرافة وبالتالي فلم يتمكن من رؤيتها. غير أن عائلة كوري لم تقتنع بهذا الأمر، إذ تقول شقيقتها سارة: "كانت رتشيل تقف بين هذين الخطين، ويمكن رؤية الطريق الذي سلكته الجرافة لتدهس راشيل، لذا فإن أي محاولة من الجانب الإسرائيلي لإثبات عكس ذلك ليعتبر أمرا غريبا." وتسعى عائلة كوري إلى الكشف عن الحقيقة من خلال دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الإسرائيلية لإثبات أن مقتل راشيل كان أكثر من حادث عرضي. ففي مؤتمر صحفي بالقدس أكدت العائلة أن قضية راشيل لم ينظر فيها بشكل عادل ودقيق، وقال والدها إن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن كافة الوثائق لديه. وأضاف بالقول: "الفيديو المقدم للمحكمة ليس كاملا أو أصليا، فنحن نعيش اليوم في عصر الألوان وهذا الفيديو قدم بالأبيض والأسود، كما أنه لا يعرض لحظات ما قبل الحادث التي نعلم أنها مصورة." من جهتها قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية لCNN إنها قدمت كامل الدلائل لديها، وأكدت في بيان أن حادثة مقتل راشيل كوري تم التحقيق فيها بتمعن وأن سائق الجرافة لم يتمكن من رؤيتها قبل مقتلها. ولدى الطرفين الآن 90 يوما لتسليم ادعاءاتهم الكاملة، غير أنه لن يتم النطق بالحكم إلا في أبريل/نيسان 2012.