تلقي معارك حدودية بين باكستانوأفغانستان بظلالها على محادثات تجريها الدولتان مع الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء لوضع خطط للمصالحة مع طالبان. واتهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي باكستان باطلاق 470 صاروخا على شرق أفغانستان خلال الاسابيع الثلاثة الماضية في تصعيد للمعارك في المنطقة الحدودية الخطرة. وقالت باكستان انه من المحتمل ان "بضع قذائف عارضة" عبرت الحدود اثناء ملاحقتها المتشددين الذين هاجموا قواتها الامنية. ويبرز تصاعد القتال على الحدود بين مناطق البشتون القبلية لباكستان وافغانستان الصعوبات التي تلقاها الدول الثلاث في سعيها لايجاد تسوية سياسية للحرب الافغانية التي مضى عليها عشر سنوات. وقال وحيد مجدا المحلل السياسي في المركز الافغاني الاستشاري التحليلي في العاصمة الافغانية كابول "أعتقد ان اهم شيء في جدول الاعمال هذه المرة هو الموقف على الحدود." وتجري يوم الثلاثاء محادثات بين المبعوث الامريكي مارك جروسمان ووزيري خارجية باكستانوأفغانستان وستكون الاولى منذ ان اعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي خطة لسحب القوات الامريكية من أفغانستان بشكل أسرع مما كان متوقعا على ان يصاحب ذلك اجراء محادثات مع طالبان. وقال جروسمان في مؤتمر صحفي ان الاجتماع "هو وسيلة لتنسيق جهود التصالح وأيضا وسيلة لافغانستان والولاياتالمتحدة لان يقولا بوضوح للحكومة الباكستانية...ان تنهي دعم باكستان للملاذات الامنة." وتلقي باكستان باللوم على أفغانستان وتتهمها بايواء متشددين على الجانب الافغاني من الحدود خاصة في اقليم كونار الشرقي مما يعرض قواتها لهجمات مضادة حين تلاحق المتشددين في مناطق قبائل البشتون. واجتمع قادة عسكريون كبار من باكستان وافغانستان والولاياتالمتحدة في كابول يوم الاثنين لاستعراض الموقف على الحدود. وقال بيان للجيش الباكستاني ان الجنرالات اشفق كياني وشير محمد كريمي وديفيد بيتريوس بحثوا سبل تحسين فعالية العمليات. واضاف البيان قوله "نوقشت ايضا الخطوات اللازمة لتحسين التنسيق وتعزيز التعاون لتفادي سوء الفهم فيما يتعلق بامن الحدود." وتحرص باكستان التي تضررت سمعتها بعد ان عثرت القوات الامريكية على اسامة بن لادن زعيم القاعدة وقتلته في بلدة ابوت اباد الباكستانية في الثاني من مايو ايار على ان تظهر ان بوسعها ان تلعب دورا ايجابيا في مساعدة الولاياتالمتحدة على اعادة الاستقرار الى دولة أفغانستان المجاورة. ولطالما طلبت باكستان من الولاياتالمتحدة اجراء محادثات مع طالبان للتوصل الى تسوية سياسية للصراع الافغاني والذي تقول انه يذكي التمرد الاسلامي داخل أراضيها. واقتربت الولاياتالمتحدة من وجهة النظر هذه وبدأت محادثات تمهيدية مع طالبان. وخففت من موقفها قائلة ان مطالبها الخاصة بأن ينبذ المتشددون العنف ويقطعوا صلاتهم بتنظيم القاعدة ويحترموا الدستور الافغاني هي كلها نتائج ستتمخض عنها المفاوضات وليست شروطا وهو اقتراح طرحته باكستان العام الماضي. وقال مسؤول عسكري كبير "من الناحية الاستراتيجية الدولتان في صفحة واحدة. هناك قضايا على مستوى العمليات والتكتيكات." ويضغط الرئيس الافغاني من أجل التوصل الى مصالحة مع طالبان ولاول مرة خلال عشر سنوات تتبنى باكستانوأفغانستانوالولاياتالمتحدة سياسة السعي الى تسوية سياسية لكن انعدام الثقة بين الاطراف كبير على صعيد العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة وعلى صعيد العلاقات بين باكستانوأفغانستان. وقال المبعوث الامريكي جروسمان في مؤتمر صحفي في العاصمة الافغانية كابول ان باكستان استبعدت من الاتصالات الاولى لواشنطن بطالبان وأضاف "حتى الان لم تشارك الحكومة الباكستانية في هذه العملية تماما والى الان." وترفض الولاياتالمتحدة اشراك كل المتشددين في التسوية السياسية وتقصر محادثاتها على طالبان الافغانية التي يتزعمها الملا محمد عمر مستبعدة شبكة حقاني النشطة في شرق أفغانستان. وتضغط على باكستان لتوسيع عملياتها العسكرية في المنطقة القبلية لاستهداف متشددين يستخدمون الاراضي الباكستانية كقاعدة للقتال في أفغانستان وهي قضية من المتوقع ان تتطرق اليها محادثات اليوم. وتقول باكستان ان جيشها محمل بأعباء وانها ستعطي الاولوية لمحاربة متشددين يقتلون مواطنيها. وتقول باكستان ان متشددين من بينهم قادة في طالبان الباكستانية لجأوا الى الجانب الافغاني من الحدود حين شن الجيش عمليات عسكرية لطردهم من المناطق القبلية. وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني "منذ فترة ونحن نبرز وجود ملاذات امنة عبر الحدود. يجب فعل شيء حيال هذا."