بات برنامج المحادثات "الواتس أب" أحد الأسباب الرئيسية- حسب الأزواج- لانشغال زوجاتهم عن مسؤوليات المنزل بالحديث مع صديقاتهن لساعات طويلة، فيما تسلم زمام مسؤوليات المنزل للعاملة المنزلية، حسبما جاء في جريدة "الوطن". المواطن فهد بن تركي اشترى قبل عام جهاز هاتف ذكيا هدية لزوجته طمعا في تقريب وتلطيف الأجواء المتوترة بينهما، ولم يكن يعلم أن ذلك الجهاز سيزيد من التوتر بينهما، بعد أن أصبحت تقضي الزوجة ساعات طويلة تتابع رسائل "الواتس أب". وتقول أم مها: إنها كانت تتابع زوجها وهو يقضي ساعات طويلة مع ذلك الجهاز في المنزل وأثناء قيادة السيارة وحتى في الأسواق، وأضافت: اشتريت الجهاز قبل ستة أشهر واليوم أنا وزوجي مدمنان على ذلك الجهاز الذي أرهقني نفسيا وصحيا، حيث اضطررت إلى شراء نظارة طبية، وبينت أن ذلك يؤثر على الأسرة ويزيد من تفككها بعد انشغال كل فرد من الأسرة بجهازه. ومن جانبها أشارت الاختصاصية الاجتماعية بجامعة طيبة أمل عياد الجهني إلى أن كثيرا من الأشخاص يقع ضحية لإدمان تلك المواقع فتصبح هي الواقع اليومي الذي يقضي فيه الشخص ساعات طويلة، ولا يقتصر هذا الكلام على الشباب فقط، إنما يشمل الموظفين في مقر عملهم، وحتى ربات البيوت فكثير من الأمهات يسلمن زمام البيت للعمالة المنزلية في حين تتفرغ هي للتواصل الاجتماعي عن طريق برامج "واتس أب" وغيرها، وبعض السيدات لا يتورعن عن نشر أسرار بيوتهن وأي حدث يحصل لهن أو لعائلتهن في رسائلهن الشخصية، لتظهر تلك الرسالة لجميع جهات الاتصال لديها، ويرى البعض أن هذا شيء عادي، وأضافت الجهني: ما حاجة الناس لمعرفة أن زوجك قد ترقى؟ أو أنك على خلاف مع شخص معين؟ بالإضافة إلى الهوس المبالغ فيه بتصوير كل شيء من أطعمة وملبوسات ومشتريات لتبادلها عبر برامج التواصل الاجتماعي. وقالت: إن من سلبيات برامج المحادثات بالهاتف إعاقة التواصل بين الوالدين والأبناء، وبين الزوجين، حيث تصبح العلاقة بينهم سطحية كل ذلك من أجل قراءة رسائل من أشخاص بعيدين، قد يكون بعضها مكررا والبعض الآخر غير مفيد، وانتشار كثير من الشائعات والمعلومات الخاطئة وإضاعة الوقت فيها، إضافة إلى تأثر كثير من الشباب بالمحتويات المتداولة عبر تلك البرامج، فقد أصبح الكثير من اﻟﺸباب ذكورا وإناثا لا يفرق ﺒﻴن السلوك الأﺨﻼﻗﻲ المقبول والسلوك ﻏﻴر الأﺨﻼﻗﻲ، كمصطلح "الفله" الذي انتشر بينهم مؤخرا وأصبح له مفهوم واسع جدا، فقد أصبحت هذه الكلمة تطلق على أي فعل متهور غير مسؤول. يعني (خليك فله، خليك كول) وهناك الكثير من هذه المصطلحات التي تهون أي فعل في عين الشباب حتى لو كان هذا الفعل خاطئا وغير مقبول.