شهد مؤشر حركة التنقلات للاعبين المحليين في الأندية السعودية ارتفاعاً كبيراً، واستحوذ الرائد والقادسية على الكعكة الأكبر من سوق الانتقالات، إذ كسب الأول خدمات 13 لاعباً، فيما تخلف عنه الثاني بلاعبين فقط، فاستقطب 11 لاعباً، ويبدو جلياً أن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم باقتصار لائحة اللاعبين المسجلين على 37 لاعباً له تأثيره الواضح في قرارات إدارات الأندية في التخلي عن بعض اللاعبين، مانحة الفرصة لأندية الصفين الثاني والثالث لترميم صفوفها. فالرائد الذي نجا من الهبوط في الموسم الماضي عزز صفوفه ب 13 لاعباً بحثاً عن مركز مرموق، بعد أن أكد أحقيته في البقاء ضمن دوري المحترفين إثر فوزه الموسم الماضي في المباراة الفاصلة أمام أبها، ومن أبرز اللاعبين الذين تعاقد معهم الحارس الدولي السابق محمد الخوجلي والمدافع عبدالمحسن الدوسري ولاعب الوسط محسن القرني. أما القادسية العائد مجدداً إلى دوري الأضواء والشهرة فتعاقد مع فريق كامل من اللاعبين المحليين، إذ استقطب 11 لاعباً في مراكز مختلفة. وعلى غير العادة لم يسجل الاتحاد حضوره السنوى البارز وصفقاته المجلجلة محلياً، في الوقت الذي برز فيه النصر كأبرز الأندية في عمليات الاستقطاب، إذ حطمت صفقة انتقال المهاجم محمد السهلاوي من القادسية إلى النصر كل الأرقام القياسية السابقة، وبات السهلاوي الأغلى في تاريخ الملاعب السعودية حينما بلغت صفقة انتقاله أكثر 33 مليون ريال سعودي. ولم يكتفِ النصر بالصفقات ذات القيمة العالية بل حاز صفقات ذات صدى إعلامي كبير، أبرزها استقطاب قائد الأهلي السابق لاعب نيوشاتل السويسري حسين عبدالغني، خصوصاً في ظل تداخل الصفقة مع الأهلي الذي اعترضت جماهيره على إتمام الصفقة وطالبت إدارة ناديها بإعادة اللاعب إلى صفوف «القلعة». وشهدت صفقة استقطاب أحمد الدوخي صداً إعلامياً موازياً، إلا أنها لم تتم بناء على قرار لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم بالنظر فيها في فترة التسجيل الثانية، لوجود مخاطبات بينها وبين الاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص قضيته مع ناديه السابق الاتحاد. وحلّ الاتفاق في المرتبة الثالثة كأكثر الفرق تغييراً لجلده، وذلك باستقطابه ثمانية لاعبين محليين، أبرزهم محمد خوجة ومحمد الشهراني ويوسف السالم وفهد المفرج. أبطال الموسم الماضي بطل الثنائية كأس الملك وكأس الأمير فيصل الشباب، وبطل كأس ولي العهد الهلال، وبطل الدوري الاتحاد، لم تتعاقد سوى مع لاعب واحد فقط، وكانت الأكثر ثباتاً في قوائمها، ولعل وجود عدد من النجوم في صفوف الفرق الثلاثة أسهم في ذلك، إذ لم يتعاقد الشباب سوى مع اللاعب ماجد العمري في صفقة تبادلية تنازل من خلالها عن المهاجم يوسف السالم والحارس محمد خوجة، وتعاقد الاتحاد مع مدافع الاتفاق حسن الراهب بنظام الإعارة، وأخيراً ضم الهلال مهاجم الوحدة عيسى المحياني. أما الوحدة والحزم ونجران والفتح فقامت بعمليات استقطاب جزئية، كان أبرزها استقطاب الوحدة للاعب الهلال عبدالعزيز الخثران، واستقطاب نجران لحارس النصر محمد شريفي، واستقطاب الحزم لعبدالإله هوساوي، والفتح لفهد الزهراني. الانتقالات الصيفية شهدت ارتفاعاً عالياً في مؤشرها، لكن الأمور ستتضح مع انطلاقة الموسم وسير المنافسات، والمقارنة والملاحظة لن تستمر طويلاً، وربما تعود إدارات الأندية إلى إجراء عمليات «تجميل» أو «جراحة» أخرى في فترة التسجيل الثانية (الشتوية)، خصوصاً أن الأشهر الثلاثة الحالية ستكشف نجاح المستقطبين من عدمه.