حضور أبناء مركز التأهيل الشامل بالطائف ومشرفيه أضفى جمالاً في واقع التحام المعاق والغير معاق وعناق مع ذائقة الجمهور الراقية بالفن المسرحي سامي الزهراني ومساعد الزهراني جسدا باحتراف درامي للشخوص التي كتبها الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي `ذات الخبر = محطة القطار المسرحي بورشة العمل المسرحي بالطائف تستمر بعرضها مسرحية المحطة لا تغادر في ملتقى وج الثقافي الفني الرابع بحضور جماهيري فاعل ومتذوق للفن المسرحي الجاد كان من ضمنهم أبناء مركز التأهيل الشامل بالطائف ومشرفيه مما أضاف على العرض طابع جميل يبني اللحمة بين المعاق والشخص السوي. وتدور أحداث المسرحية حول محمود, رجل من أقاصي الخوف يتقمص سامي الزهراني شخصيته بعفويته المعتادة, ويضيف عليها جمالا طاغيا، يفرك الشخصية جيدا, ويجعلها تبدو بحيوية دائمة على خشبة المسرح, فراشة تنشر أجنحتها في جنبات المسرح, لا يكف عن الحديث, إلا وحديث آخر جاهز, حارس المحطة, تعتريه الدهشة وهي الشخصية الأخرى التي غادر اسمها مع قطار النسيان, يقوم بأداء دورها مساعد الزهراني, و بالحديث عن مساعد هنا, فهو مدرسة خاصة, يقدم لنا طابعا خاصا, و مثيرا, تعابير وجهه لغة لا يجيد إتقانها إلا هو وحده, و كأن المسرح طوع يديه, يشكله كيفما يشاء. استطاع الممثلان سامي الزهراني ومساعد الزهراني تجسيد الشخصيات التي كتبها الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي في النص الديودرامي المحترف وشكل ديكورها صديق حسن ومازج حسين سوادي بين النص والموسيقى مما أبهر المشاهدين. أما الإضاءة التي زادت الحوارات تألقاً وأدخلت المشاهد في محطات القطارات البائسة فأنارها جميل عسيري. العمل من اخراج الفنان المسرحي أحمد الأحمري الذي عاد للإخراج بعد انقطاع طويل استطاع أن يتمازج مع النص ويبدع في إخراج مسرحية ستبقى لزمن بعيد قدمتها جمعية الثقافة والفنون بالطائف.