أكدت مصادر رسمية يمنية أن اليمن لم يعد في حاجة إلى طلعات الطائرات الأميركية من دون طيار فوق أجوائه، مؤكدة أنه لم تعد هناك حاجة إلى مثل هذه الطلعات بعد أن تم إجلاء عناصر «القاعدة» عن معاقلها التي سيطرت عليها في جنوب البلاد، في وقت اجتمع فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأعضاء لجنة الاتصال للاستماع إلى تقريرها حول المهام التي كلفت بها للتهيئة لمؤتمر الحوار الوطني في البلاد، بينما أكد المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن 57% من أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية. وذكرت مصادر رسمية يمنية أنه مع النجاحات التي تحققت على صعيد الحرب على «القاعدة» في اليمن فإن الحاجة إلى طلعات الطائرات من دون طيار قد انتفت. وذكرت المصادر في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن «نجاحات كبيرة تحققت على مستوى الحرب على الإرهاب في اليمن، وهو الأمر الذي يعني عدم الحاجة إلى هذه الطلعات حاليا بعد هزيمة عناصر تنظيم القاعدة من معاقلها التي سيطرت عليها في جنوب البلاد». وطبقا لمصادر إعلامية فإن الاتفاق اليمني الأميركي «غير المعلن» ينص على وقف تنفيذ طائرات أميركية عسكرية من دون طيار طلعات جوية ذات طابع «استقصائي» فوق الأجواء اليمنية. كما ينص «الاتفاق» على إنهاء مشاركتها في الحرب ضد «القاعدة» بعد تطهير المناطق اليمنية كافة من الحضور القتالي للتنظيم، حيث وافق الجانب الأميركي على «وقف مؤقت» لهذه الطلعات. وقد نفذت طائرات أميركية من دون طيار طلعات جوية في سماء مدن سيطر عليها تنظيم القاعدة قبل عام، وحررتها القوات الحكومية المسنودة بمقاتلي القبائل مطلع يونيو (حزيران) الماضي. وقتلت غارات جوية نفذتها الطائرات الأميركية عناصر من تنظيم القاعدة خلال تنفيذها لطلعات جوية في مدن سيطر عليها متشددون يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة»، وهو فصيل مسلح يتبع «القاعدة». ووفقا لمعلومات ميدانية فقد كانت آخر غارة جوية تنفذها الطائرات الأميركية حتى الآن حينما شنت طائرة من دون طيار أواخر يونيو الماضي غارة مستهدفة سيارتين تتبعان مسلحين يعتقد انتماؤهما إلى «القاعدة» في مدينة عدن. وقالت المصادر إن الحكومة اليمنية أبلغت نظيرتها الأميركية عبر سفيرها بصنعاء جيرالد فايرستاين برفضها استمرار تنفيذ الطلعات الجوية العسكرية الأميركية فوق الأجواء اليمنية، مع انتهاء الحرب ضد تنظيم القاعدة. إلى ذلك، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس أعضاء لجنة الاتصال للاطلاع على تقريرها النهائي عقب انتهاء مهمتهم وعقدهم للقاءات مع جميع الأطراف السياسية اليمنية. وطبقا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد سلمت اللجنة في اللقاء الرئيس هادي تقريرها النهائي عن تلك المهمة التي تكللت حسب وصفها بالنجاح الكامل. وجدد الرئيس هادي رفضه لأي «شروط» تسبق الدخول في الحوار. وقال: «الحوار مفتوح ومن دون سقف، ولذلك سيشارك فيه الجميع من مختلف القوى السياسية من دون شروط مسبقة». ولفت إلى أن اللجنة ستستمر في مهامها لحين إعداد قوام اللجنة التحضيرية العليا التي سيتم تشكيلها وبصورة شفافة. وأضاف: «نؤكد على الحوار، وهو المخرج السليم والوحيد لتحقيق الغايات المنشودة وتطلعات وآمال اليمنيين في الدولة الحديثة المرتكزة على الحرية والعدالة والمساواة من خلال تغيير منظومة الحكم بصورة كاملة». واستعرض خلال اللقاء بصورة شاملة طبيعة تلك اللقاءات والاتصالات والاستجابات مع الأطراف والفعاليات السياسية، وشدد هادي على أهمية تحمل المسؤولية الوطنية بهمة عالية واقتدار مطلق، واستطرد: «المرحلة حساسة ودقيقة ويتوقف عليها مصير ومستقبل اليمن». وعلى الصعيد الأمني علقت أمس مئات السيارات على جانبي الطريق في منطقة قحازة جنوب العاصمة صنعاء إثر قيام مسلحين بقطع الطريق العام الذي يربط العاصمة صنعاء بعدد من المحافظات اليمنية جنوبا. وقال عالقون في الطريق لوسائل إعلام محلية إن نحو 30 مسلحا قاموا بقطع الطريق العام بين صنعاء وبقية المحافظات، ينتمون إلى مديرية سنحان (قبيلة الرئيس اليمني السابق)، في محاولة لممارسة مزيد من الضغوط بهدف الإفراج عن قائد اللواء 62 حرس جمهوري مراد الذي ذكر أن جنودا من الحرس الجمهوري ينتمون إلى قبيلة خولان خطفوه قبل أسبوعين، في محاولة للضغط للإفراج عن مرتباتهم التي قالوا إنها أوقفت على إثر تأييدهم للثورة الشعبية الشبابية في اليمن التي أطاحت بالرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وفي سياق آخر دعا المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) أمس إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لليمن، محذرا من أن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين يواجهون سوء تغذية يهدد أرواحهم. وقام أنتوني ليك بجولة في مستشفى السبعين بصنعاء بصحبة وزير الصحة اليمني أحمد العنسي. ويقدر «اليونيسيف» أن 57 في المائة من أطفال اليمن البالغ عددهم 12 مليونا يعانون من سوء تغذية مزمن، وهو أعلى مستوى لسوء التغذية المزمن في العالم بعد أفغانستان. وعقب لقائه بعاملين بالمستشفى وأولياء أمور مرضى بسوء التغذية حذر ليك من أن الكثير من الأطفال يتعرضون لخطر الوفاة بالمرض الذي يمكن الوقاية منه.