حاول نشطاء وسياسيون مصريون يوم السبت استعادة أجواء انتفاضة 25 يناير كانون الثاني عام 2011 التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك وألقت به وراء القضبان مع اثنين من رؤساء وزرائه وعدد من وزرائه ورجال أعمال مقربين منه. ويقول نشطاء إن الانتفاضة الجديدة التي يحاول النشطاء والسياسيون إطلاقها موجهة ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ إسقاط مبارك في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي. كما أنها موجهة ضد بقايا نظامه الذين يسميهم النشطاء "الفلول" على سبيل السخرية ويقولون إن من بينهم أحمد شفيق الذي سيخوض جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة هذا الشهر أمام محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد مبارك لكن سمح لها بالنشاط في حدود. ويبدو أن الأحكام التي أصدرتها يوم السبت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المؤبد على مبارك ووزير داخليته حبيب العادي وبراءة ستة من كبار ضباط الشرطة دفعت النشطاء للسعي لاستعادة أجواء انتفاضة 25 يناير. وتسببت الأحكام في اندلاع مظاهرات واسعة في القاهرة ومدن أخرى بينها الإسكندرية الساحلية والسويس. وقالت المحكمة إنها برأت كبار مساعدي العادلي لأنها لم تجد أدلة تدين الشرطة. لكن نشطاء يقولون إن الكثير من حوادث قتل المتظاهرين كانت مسجلة بالصوت والصورة. وقالوا أيضا إن مبارك والعادلي يمكن أن ينالا البراءة لاحقا عندما يطعنان على الحكم أمام محكمة النقض. وقتل في انتفاضة العام الماضي نحو 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة آلاف بحسب تقرير لجنة حكومية لتقصي الحقائق. وقال أحمد معتمد لرويترز "أنا نقلت جثث شهداء سقطوا هنا في ميدان التحرير يوم جمعة الغضب والحكم لم يأت لهم بحقهم." وأضاف "ننتظر جمعة غضب جديدة بنهاية الأسبوع." وشهد يوم الجمعة 28 يناير من العام الماضي الذي سماه النشطاء جمعة الغضب أعنف المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين خلال الانتفاضة. وقال محمد رشوان "جئنا نمنع المسرحية الهزلية. جئنا نكمل الثورة بثورة جديدة." وبدا من يحاولون استعادة أجواء انتفاضة العام الماضي وقد اطمأنوا لإمكانية نجاح محاولتهم بسبب اندلاع المظاهرات في عدد كبير من المدن ومشاركة جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين فيها فيما بدا أنه وفاق كان قد غاب عن احتجاجات الشوارع منذ سقوط مبارك. وقال محمد مرسي يوم السبت إن "الثورة" ستستمر في ميادين مصر المختلفة لضمان إجراء الجولة الثانية من الانتخابات بنزاهة وضمان تسليم السلطة للرئيس المنتخب. ومما يدعم احتمالات اندلاع انتفاضة جديدة اعتقاد أغلب المصريين أن مسؤولي حكومة مبارك ما زالوا يشغلون المناصب العليا في الدولة ويوجهونها للإبقاء على نظام الحكم كما كان. ويأتي ذلك في وقت يتخوف فيه البعض من أن يتخذ شفيق قرارا بحل البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميون إذا انتخب رئيسا. وكانت الانتخابات التشريعية التعبير الأكبر عن التغيير في مصر بعد مبارك. وتعود قوة الدفع في مظاهرات السبت إلى الاضطراب الذي ساد الفترة الانتقالية والمواجهات الدموية التي حدث آخرها الشهر الماضي بين محتجين وقوات من الجيش قرب مقر وزارة الدفاع. وإضافة الى الاسكندريةوالسويس نظمت المظاهرات السبت ايضا في عدة مدن بمحافظات مختلفة بينها أسوان في أقصى جنوب مصر والمنيا وأسيوط في وسط البلاد والغربية ودمياط والبحيرة في دلتا النيل. وقال نشطاء في القاهرةوالإسكندرية إنهم بدأوا اعتصاما في ميدان التحرير وأمام مسجد القائد إبراهيم للمطالبة باسقاط بقايا النظام. ومن هتافات المتظاهرين في ميدان التحرير "يا طنطاوي دورك جاي" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وكان قد بدا أن انتفاضة العام الماضي نجحت مع فشل الشرطة في مواجهة الأعداد الكبيرة من المتظاهرين في القاهرة ومدن أخرى خاصة السويسوالإسكندرية.