عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس عن قلقه لتعذر وصول المساعدات إلى ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين في السودان اللتين دارت فيهما معارك بين الجيش السوداني والمتمردين. وكادت أن تنشب حرب شاملة بين السودان وجنوب السودان الشهر الماضي حينما تصاعدت معارك حدودية في أسوأ حوادث عنف منذ انفصال الجنوب في يوليو تموز. وتتهم الخرطومجوبا بمساندة المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتنفي جوبا الاتهام. وقدم مسؤولون كبار للأمم المتحدة تقارير إلى مجلس الأمن عن مدى التزام الجانبين بقرار صدر في الثاني من مايو آيار ويهدد بفرض عقوبات إذا لم يوقفا الصراع المتصاعد بينهما ويعودا إلى الحوار بشأن مجموعة من النزاعات. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس ان الوضع بين دولتي السودان وجنوب السودان فيما يبدو "تحسن" عما كان عليه قبل القرار لكنهما "فيما يبدو في وضع متوتر للغاية ولذلك فإن هذا الوضع ما زال جد خطير وشديد التقلب على الحدود." وقالت للصحفيين ان الوضع الانساني المحفوف بالمخاطر في جنوب كردفان والنيل الأزرق يثير قلقا بالغا. وأضافت قولها "ما نراه من حيث اولئك اللاجئين الذين عبروا الحدود ... يبعث على بالغ القلق. وأولئك هم الأصحاء نسبيا الذين استطاعوا الخروج." وقالت "انه وضع يبعث حقا على بالغ القلق." وقالت رايس "لقد تحقق تقدم من حيث سماح الحكومة السودانية بحرية دخول المساعدات الانسانية بما في ذلك إلى مناطق المتمردين." ودعا سفير السودان لدى الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان جنوب السودان إلى الكف عن مساندة المتمردين في جنوب كردفان. وقال للصحفيين ان هذا "سيمكن حكومة السودان والمجتمع الدولي من توصيل مساعدات الاغاثة الى المحتاجين الذين تضرروا من العدوان الذي أحدثته قوات المتمردين في جنوب كردفان." ورحب مجلس الامن ايضا بانسحاب القوات الامنية للبلدين من منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها لكنه قال ان "الانسحاب التام يجب ان يشمل قوات الشرطة بما فيها الشرطة النفطية." وكان جنوب السودان اتهم جاره الشمالي بإبقاء عشرات من الجنود في المنطقة وهم يرتدون زي الشرطة. واستولى السودان على أبيي قبل عام بعد هجوم على قافلة عسكرية القت الأممالمتحدة اللوم فيه على القوات الجنوبية. واشاد مجلس الامن باستئناف المحادثات يوم الثلاثاء بين السودان وجنوب السودان ودعا الجانبين الى الحفاظ على زخم المفاوضات من اجل الوفاء بالتزاماتهما بموجب قرار المجلس. وقالت رايس ان البلدين شرعا في مناقشة المسألة المثيرة للخلاف والمتصلة بالعائدات النفطية. وأصدر مجلس الأمن القرار بعد ان سعى الاتحاد الافريقي الى الحصول على التأييد لطلبه للسودان وجنوب السودان أن يوقفا الاقتتال بينهما ويسحبا القوات من المناطق المتنازع عليها ويستأنفا المحادثات بهدف حل كل المسائل العالقة. وحذر عثمان يوم الخميس قائلا ان السودان سيستمر في القتال دفاعا عن اراضيه اذا اقتضت الضرورة. وقال للصحفيين "جنوب كردفان والنيل الأزرق تخضعان للسيادة الكاملة لجمهورية السودان. ولا أحد يمكنه أن يفرض علينا شيئا حينما نقاتل اناسا يزعزعون سلامنا وأمننا داخل أراضينا."