- فاتن يتيم نظمت لجنة السرد والعروض المرئية في النادي الأدبي بالرياض يوم الإثنين الماضي ندوة بعنوان "تجربة الإصدار الأول للشباب"، وشارك فيها ثلاثة ممن أصدورا أعمالاً أدبية جديدة، وهم: ياسر الجنيد، وتهاني الدويهم، وعلا الملا، وأدارها عبدالله الرستم. تحدث المشاركون الثلاثة عن تجربتهم مع الإصدار الأول، وكانت البداية مع ياسر الجنيد صاحب رواية (الإمام). وقد تحدث عن بعض العوائق والمشكلات التي تواجه المبتدئين في الكتابة مع دور النشر، وتتمثل في عدم الوضوح وغياب الآلية في إشعار الكاتب ما ستؤول إليه الأمور من حيث النشر والتسويق ونحو ذلك. أما مبتعث الدكتوراه في مجال إدارة الأعمال علاء الملا فإنه تحدث عن إصداره الأول (حكايات هَلَكوني) الذي ما زال في دار النشر قيد الإصدار الذي يحكي قصة واقعية خاضها بكل تفاصيلها ، تلك القصة هي الجامعات الوهمية وما تكتنفه من غموض وابتزاز أموال الناس بدون وجه حق، موضحاً أن بعض الناس ينساقون خلف هذه الشهادات ليفاجئوا بأن هناك من يبتز أموالهم بطرق ملتوية، ومحذراً في الوقت ذاته من الالتفات إلى مثل هذه الشهادات الوهمية التي يعدّها فساداً أخلاقياً قبل أن تكون فساداً قانونياً. أما تهاني الدويهم التي كانت بداياتها مع الكتابة مبكّرة ، فإنها ترى أن هناك حالة جيدة من الإقبال على تشجيع الأقلام البكر، ذلك أنها وقّعت إصدارها الأول (أنفاسي) في معرض أبو ظبي للكتاب مع مشاركتها في أمسية بذات المعرض، وكذا توقيعها الإصدار في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، ومشاركتها في بعض الأمسيات في مواقع مختلفة. بعدها وجه الحضور الأسئلة إلى المشاركين الثلاثة؛ لاستيضاح بعض النقاط المرتبطة بموضوع الأمسية. في سياق آخر استضاف "الملتقى الثقافي" بالنادي يوم الثلاثاء الماضي الدكتور عبدالسلام الوايل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بمحاضرة عنوانها "الخطاب الديني وأثره في التطور الحضري لمدينة بريدة مطلع القرن الرابع عشر الهجري". وقد تحدث الوايل في ورقته قائلاً: لمدينة بريده سمعة شهيرة بأنها مدينة محافظة اجتماعيا بالمقاييس الثقافية السائدة ولا تنبع هذه الصورة, التي صارت نمطية, من فراغ. فالرحالة الأجانب الذي زاروا المدينة وكتبوا عنها يؤكدون هذا الصورة (داوتي, 1878، وفيبلي 1918، والريحاني, 1922)، وبالإضافة إلى صورة المحافظة، هناك صورة الازدهار التجاري والعلمي، ففي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل العشرين كانت بريده توأمة مع جارتها عنيزة أكبر المدن النجدية مساحة وسكانا. وفيما يمكن عد بعض العوامل التي جعلت من بريدة تأخذ هذه الصورة النمطية. وتناولت ورقة الوايل صراع تيارين من المشايخ فيها في الفترة نفسها التي تبوأها أكبر المدن النجدية وأكثرها سكانا. ففي الفترة بين 1303ه و 1335ه نشب نزاع عقائدي بين الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم, ثم ابنه لاحقا الشيخ عمر, وبين تيار سمي ب"الضد" وتزعمه الشيخ إبراهيم الجاسر حول تكفير مرتكب التوسل وحكم شد الرحال لزيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) والقول في ابن عربي هل هو مسلم أم كافر ومدى صوابية إسلام أهل البلدان غير النجدية وحكم السفر لبلادهم والاتجار معهم وفي غالب الوقت, وانتهت جولات هذا الصراع لصالح المشايخ من آل سليم, الأكثر تشددا من ابن جاسر وفريقه. وبينما يركز الدارسون على المعاني السياسية الكامنة خلف هذه الصراعات العقائدية, فإن الورقة تركز على الأثر الاجتماعي لهذه الخلافات و مآلاتها على شخصية المدينة. واستعراض الوايل الفريقين ونقاط الاختلاف بينهما ومقولة كل فريق وجولات الخلافات ونتائجها في كل مرة, حيث إن الصراع ثار وخمد أكثر من مرة. ثم التأمل في عواقب فوز فريق واندحار آخر على شخصية المدينة وما إن كانت المدينة كان من الممكن أن تأخذ شخصية مختلفة عما يتم به تنميطها وعما وصفت به على يد الرحالة المذكورين أعلاه. بعدها بدأت المداخلات من الحضور. من جهة أخرى ينظم النادي يوم الإثنين القادم 27رجب1435ه (26مايو2014م) محاضرة للناقد الدكتور أحمد درويش عنوانها "متعة تذوق النص الشعري التراثي".