قالت مصادر طبية يوم الاثنين ان رجلين قتلا وأصيب 20 شخصا على الاقل في اشتباكات تجددت خلال الليل بين أفراد من الأقلية العلوية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلين من السنة في مدينة طرابلس بشمال لبنان. وهز قتال عنيف مدينة طرابلس الساحلية خلال الليل واستمرت اشتباكات متقطعة صباح الاثنين استخدم خلالها المقاتلون اسلحة آلية ومقذوفات صاروخية. وتنامت التوترات بين الشيعة والسنة في طرابلس بسبب الصراع الدائر في سوريا حيث يسعى الاسد الى القضاء على الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا والتي بدأت سلمية ثم تحولت بدرجة كبيرة الى مقاومة مسلحة. وينتمي الأسد الى الطائفة العلوية الشيعية بينما يقود الانتفاضة الاغلبية السنية. وتتركز أقلية علوية في مدينة طرابلس التي تقطنها أغلبية من السنة الذين يؤيدون الانتفاضة المستمرة في سوريا منذ 14 شهرا ضد حكم عائلة الاسد القائم منذ 42 عاما. وجاء القتال الذي دام من منتصف الليل الى صباح الاثنين بعد أعمال عنف في مطلع الاسبوع قتل خلالها ثلاثة أشخاص في منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في المدينة الساحلية الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي بيروت. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام يوم الاحد ان جنديا لبنانيا قتل في عملية قنص. كما جرى قتال متقطع بين مجموعات سنية مسلحة والجيش اللبناني قرب منطقة غالبية سكانها من السنة وأغلقت تقطاعات طرق كثيرة في طرابلس باطارات محترقة. وعلى اثر الاشتباكات في طرابلس عقد الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتماعا عاجلا للمجلس الاعلى للدفاع. كما اجتمع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي ينحدر من منطقة طرابلس الشمالية وهو سني مع زعماء دين في طرابلس يوم الاحد في مسعى لتهدئة التوترات ومن المقرر ان يجتمع زعماء محليون في وقت لاحق يوم الاثنين لاجراء مزيد من المحادثات لتهدئة الموقف. وحاول ميقاتي وهو رجل اعمال سابق وصديق شخصي للأسد الحفاظ على موقف محايد مما يجري في سوريا مؤكدا على علاقات لبنان القوية بدمشق كما أكد على مصالحه الاوسع في العالم العربي. وكانت الحكومة السورية قد اتهمت الجماعات الاسلامية في لبنان بدعم المسلحين الذين يقاتلون ضد القوات السورية الموالية للحكومة وبالتورط في هجمات بسيارات مفخخة ضد أهداف امنية. وقال مراسل رويترز يوم الأحد ان الطرق الرئيسية للمدينة قطعت بالاطارات المحروقة بعد توقيف شادي المولوي المنتمي لأحد التنظيمات الاسلامية من قبل الامن العام اللبناني. وأعلنت مديرية الأمن العام اللبناني في بيان رسمي أن التوقيف تم فيما يتصل بالتحقيق بتهمة صلة المولوي "بتنظيم ارهابي" وقال البيان إن الاعتقال تم بعد متابعة دقيقة قام بها مكتب شؤون المعلومات في المديرية. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام ان الجماعة الاسلامية اصدرت بيانا انتقدت فيه "طريقة اعتقال مولوي والاسلوب المستهجن في استدراج المواطنين تمهيدا لاعتقالهم بشكل مخالف للانظمة والقوانين." واثارت الاضطرابات في سوريا التوتر في لبنان حيث يوجد حلفاء كثيرون لسوريا من بينهم جماعة حزب الله الشيعية القوية كما يوجد لها خصوم يشعرون بالحنق بسبب الوجود السوري في لبنان الذي استمر ما يقرب من ثلاثة عقود وانتهى عام 2005 .