وليد ابو مرشد يخطو خطواته الأولى طفلاً يركل الكرة في أحياء عدة من المدن السعودية التي تحتضن أسراً عدة مقيمة فيها منذ أعوام طويلة، بعدما خرج إلى الدنيا في غير وطنه الأم، ويتعلم الكرة مع أقرانه في الحي والمدرسة حتى يتقنها جيداً على «الأسفلت» والملاعب الترابية، ليكتب بقدميه مولد موهبة كروية جديدة في السعودية، لكن خارج ملاعبها الرياضية التي يشاهدها من بعيد ولا يستطيع الركض على عشبها الطبيعي ومزاولة معشوقته «كرة القدم». تصطدم المواهب الكروية التي ولدت في السعودية وترعرعت فيها بقانون «التجنيس» الذي استثمرته دول خليجية وعربية لاستقطاب هذه المواهب حتى لعبت في منتخباتها الوطنية وباتت تمثلها في ما تعرف الجماهير السعودية هؤلاء اللاعبين اسماً ورسماً. «الاتحاد السعودي» خطا الخطوة الأولى نحو حل هذه الأزمة القديمة عبر توصيه وصلت إليه من رابطة دوري المحترفين تطالب بعودة المحترف الأجنبي إلى الدرجة الأولى (دوري ركاء)، إضافة إلى المطالبة أيضاً بالسماح بمشاركة اللاعب الأجنبي من مواليد السعودية في الدوري محترفاً أجنبياً بحسب انتمائه لدولته الأم، إذ وافق مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين لأندية الدرجة الأولى على ذلك وأحالهما إلى مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السعودي للاعتماد. في حين تصدى مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين لأندية الدرجة الأولى في اجتماعه الذي عقدته الرابطة في الرياض أمس برئاسة رئيس رابطة الدوري السعودي محمد النويصر، لمحاولات بعض الأندية القيام بتكتل للإطاحة بالمدير التنفيذي للرابطة أحمد العقيل، ورفض المجلس في الوقت ذاته مقترحاً يقضي بزيادة عدد الأندية من 16 إلى 18 نادياً، حينما جدد المجلس الثقة بالعقيل ورفض مناقشة مقترح الزيادة حتى تنتهي منافسات دوري ركاء القائمة. وقدم المدير التنفيذي لرابطة دوري الدرجة الأولى أحمد العقيل خطة عمل تطويرية لدوري ركاء، تشمل الجوانب التنظيمية والفنية والمالية والإعلامية، وتمت الموافقة عليها من مجلس إدارة الرابطة، إلى جانب الموافقة على إطلاق لجنة فنية لدرس تطوير النواحي الفنية لمنافسات الدوري، إضافة إلى رفع طلبات إلى الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم تتعلق بزيادة أوامر إركاب الفرق «تذاكر الطيران» من 23 إلى 25 تذكرة، وزيادة عدد أعضاء الجهازين الفني والإداري في مقاعد البدلاء خلال المباريات الرسمية في دوري ركاء من 7 إلى 10 أشخاص أسوة بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إضافة إلى رفع رخص التدريب للمدربين المشرفين على فرق الدوري إلى قسم شؤون المدربين في اتحاد كرة القدم. وشهد الاجتماع مشاركة رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان، الذي قدم شرحاً موسعاً عن الآلية الجديدة الخاصة بتحديد سقف رواتب اللاعبين المحترفين في دوري ركاء، التي وافق عليها أعضاء الرابطة، بينما لم يتم تحديد رقم لسقف الرواتب، فيما طالب مجلس الرابطة رئيس لجنة الحكام الرئيسية عمر المهنا بأهمية اختيار الحكم المناسب في مراحل الحسم المقبلة في دوري ركاء، بعد مطالبات في الجانب ذاته من عدد من رؤساء الأندية، كما تمت في الاجتماع الموافقة على تشكيل لجنتين لمتابعة الجوانب المالية والاستثمارية، الأولى تتولى التواصل مع رئيس اللجنة المالية والتسويق في اتحاد كرة القدم عدنان المعيبد، وتتكون من خالد الباتع ومعدي الهاجري وأحمد العقيل وعبدالرحمن الروكان، والثانية تتولى إيجاد نوافذ استثمارية جديدة في دوري ركاء، وتتكون من سامي الملحم وخالد الطخيم ومعدي الهاجري وعبدالرحمن الروكان. وأكد المدير التنفيذي لرابطة دوري المحترفين لأندية الدرجة الأولى أحمد العقيل أن هناك خطوات تطويرية شاملة سيشهدها دوري ركاء في المرحلة المقبلة، وقال ل«الحياة»: «الاجتماع كان ناجحاً، والجميع اطّلع على الخطة التطويرية الشاملة لدوري ركاء التي تهدف إلى تطوير الدوري وتوفير مزيد من العوائد المالية للأندية، وأشكر رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر وأعضاء مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين لأندية الدرجة الأولى كافة على الثقة، وعلى تأييدهم الكامل لما تقوم به الرابطة من جهود وعمل متواصل لخدمة أندية الدرجة الأولى كافة، كما نشكر القناة الرياضية السعودية على ما قامت به من جهود لنقل عدد كبير من مباريات دوري ركاء». وحول رده على المطالبة بإقالته من بعض رؤساء الأندية، قال العقيل: «غالبية ممثلي ورؤساء الأندية الذين حضروا الاجتماع جددوا ثقتهم بأحمد العقيل، ولله الحمد، ونحن نعمل بجد وباجتهاد في خدمة الأندية كافة وهدفنا العمل فقط، فعمل رابطة دوري المحترفين المتواصل يرد على أي شخص، وأؤكد أنني أحترم وأقدر الجميع، وأحرص دوماً على التعاون معهم في سبيل نجاح دوري ركاء من الجوانب كافة».