- محمد الشمري أصدر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني دراسة حديثة للمؤلف عبد العزيز فهد الدهاسي، تتناول موضوع الصورة كأحد أشكال الحوار البشري الفعّالة . وتناول المؤلف في الكتاب الذي أصدره المركز تحت عنوان الكتاب" للصورة كلمة فلتثر حواراتنا "، والذي يعتبر الإصدار السابع عشر من سلسلة رسائل في الحوار، لغة الصورة التي تعد لغة عالمية قادرة على التعبير بطريقة أقوى وضوحاً وأدق بلاغة من التعبير اللفظي ، متناولاً أهمية الحوار من خلال التواصل البصري وأهمية الرسوم والصور منذ العصور القديمة . وأشار الكاتب إلى استخدام الصور في مجال التواصل الوجداني وما تشكله الصورة من وسيلة حوار وتواصل فعّال بين المرسل والمتلقي بأسلوب شفاف وجميل وجذاب، وقدرة البعد البصري على إثراء المعنى وإيصال الفكرة وإيضاح التفاصيل، مؤكداً أن ثقافة الكلمة الوجدانية تكاد تكون للنخبة عكس ثقافة الصورة الوجدانية فمتاحة للجميع ، مشيراً إلى وظائف استخدام الصور والرسوم في التعبير عن الأحاسيس وتأكيد المعاني والأفكار وتوجيه الانفعالات والزيادة في الإقناع وترسيخ التعاطف واستمراره والزيادة في الآلفة. وأكد الكاتب إلى دور استخدام الصور في المجال الإرشادي وقدرتها على لفت انتباه المشاهد وجذبه وما تهدف إليه من سهولة إيصالها إلى المتلقي ومساهمتها الفعالة في التأثير على اتجاهات الرأي العام وتخطيها حاجز اللغة وقدرتها على جذب عين المشاهد . مبيناً أن استخدام الصور في مجال التربية والتعليم وربطها بالواقع التعليمي مما يساعد على استيعاب النصوص وتكوين صورة ذهنية قابلة لزيادة المعرفة والتطوير والتحليل والنقد والتقويم . وشدد الكاتب على أهمية الصورة التعليمية في عصر التكنولوجيا والمعرفة ، وعلاقة الطفل بالصورة والفوائد التي تبرز استخدام الصورة في التربية والتعليم كونها تعمل على تسهيل توصيل المعلومة وترسيخها وتحفيز العقل نحو التفكير ، كما تقدم الصورة دورا كبيرا وفعالا في التواصل بين المعلم والمتعلم وتجعل الفكرة مشاهدة وملموسة أمام المتعلم من خلال ربطه بالواقع الذي يدرسه ، وتؤدي دورا مهما في تعليم مرحلة الروضة والتمهيدي في تنمية الاستيعاب لدى الأطفال وتوسع مداركهم وتنمية قدرات الطلاب الإدراكية في مراحل التعليم المبكرة . كما بين الكاتب طريقة استخدام الصور في المجال الإعلامي والإعلاني والتي أحدثت تحول استراتيجي في تاريخ الصحافة ، حيث احتلت الصورة الفوتوغرافية مكانها البارز في المجال الإعلامي بوصفها أداة للتعبير الفعال والمؤثر ، وأصبحت تؤدي دورا مهما بارزا في التواصل مع المجتمع ساعد في ذلك توافر الوسائل والتقنيات الحديثة وتنوع طرق استخدامها وأساليبها . و ذكر الكاتب في ختام الإصدار أن الإمكانيات والتكنولوجيا المتطورة في مجال التقنية جعلت ثقافة الصورة واقعا يفرض نفسه بطريقة فعالة ، ويحتم ضرورة الاستفادة منه من خلال التعامل البناء معه من قبل المرسل والمستقبل ، فمن خلال هذه الرسالة يتبين ما تتضمنه الصور من رسائل مباشرة بين المرسل والملتقي والحوارات الهادئة بينهما ، كما تبين البساطة والوضوح في مختلف المجالات والأنشطة الإنسانية والإرشادية والتعليمية والوجدانية والإعلامية والإعلانية .