وليد ابو مرشد قالت مصادر بالمعارضة السورية والمخابرات ومصادر دبلوماسية إن جيش المعارضة في جنوبسوريا، بدأ في استخدام صواريخ مضادة للدبابات حصلوا عليها مؤخراً من السعودية، ما يعطي دفعة جديدة لمعركتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مصدر على صلة بجماعة من جماعات المعارضة السورية المسلحة المرتبطة بالمجلس العسكري الأعلى الذي يدعمه إن العديد من الصواريخ روسية الصنع من طراز كونكورس المضادة للدبابات استخدمت في هجوم على موقع عسكري في مدينة درعا بالقرب من الحدود الأردنية. وقال فائق العبود، العضو في كتيبة المعتصم بالله في رواية أكدها عدد آخر من المقاتلين، إن صواريخ أطلقت أيضاً في محيط لحج حيث أحد معاقل المعارضة المسلحة في منطقة وعرة تمتد شمالاً إلى أطراف دمشق. صواريخ مداها 4 كيلومترات ويقول معارضون وخبراء عسكريون إن صواريخ كونكورس التي يبلغ مداها أربعة كيلومترات تمنح قوات المعارضة تقدماً استراتيجياً أمام قوات الأسد الأفضل تسليحاً، والتي تعتمد على مئات من الدبابات تي-72 روسية الصنع، ودبابات من طرازات أقدم في شن هجماتها البرية والسيطرة على المدن. ويقول خبراء آخرون إن تقدم المعارضة المسلحة ربما يكون مرتبطاً بعدد ما يمكنها أن تحصل عليه خلال الأشهر القادمة من أنظمة الصواريخ المتنقلة، مثل صواريخ كونكورس وصواريخ كورنت الموجهة المضادة للدبابات وصواريخ رد آرو 8. وقال اللواء الأردني المتقاعد، فايز الدويري، إن وصول هذه الأسلحة بالكميات المناسبة إلى المعارضة السورية المسلحة سيؤثر في الموقف الميداني. ووصلت شحنة الصواريخ إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة عبر الأردن بعد أشهر من الضغط على عمان كي تسمح بفتح خط إمداد للمعارضة السورية المسلحة عبر أراضيها. وتقول مصادر في المعارضة ومصادر أمنية مطلعة على شحنات الأسلحة إن الصواريخ الجديدة المضادة للدبابات التي دفعت السعودية ثمنها منحت -رغم قلة عددها- مقاتلي المعارضة في الجنوب دفعة معنوية. وتشير لقطات صورت هذا العام إلى أن المعارضين المسلحين في الجنوب يملكون بالفعل أسلحة يوغوسلافية الصنع مضادة للدبابات يرجح أنهم حصلوا عليها من الخارج، غير أن معظم أسلحتهم المتطورة جاءت من قواعد عسكرية منهوبة. تنسيق مخابراتي عالي المستوى وتتحدث مصادر أمنية ودبلوماسية ومصادر في المعارضة المسلحة عن الدور المباشر للأمير سلمان بن سلطان الذي عين حديثاً نائباً لوزير الدفاع في السعودية. وقال مصدر دبلوماسي إقليمي ومصدر أمني عربي لرويترز إن هذه الشحنة جاءت بعد تنسيق وثيق بين المخابرات السعودية والأميركية والأردنية لتعقب الأسلحة كي لا تصل إلى "الأيدي الخطأ" في إشارة إلى المقاتلين المتشددين. ويشير المعارضون إلى الأهمية الاستراتيجية لدرعا التي تبعد 90 كيلومتراً فقط عن دمشق، وتفتح طريقاً مباشراً نحو الشمال إلى عاصمة حكم الأسد. وعلى الرغم من أن المنطقة شهدت خلال العام الماضي مكاسب واضحة للمعارضة المسلحة، منها السيطرة على مساحات بطول نحو 40 كيلومتراً على الحدود، خاصة إلى الشرق من درعا، لا يزال لقوات الأسد وجود في الجنوب. وحتى في بلدة نوى التي يعيش فيها نحو 80 ألف نسمة، وحيث أجبر هجوم الجيش الحر قوات الأسد على إخلاء العديد من نقاط التفتيش، ما زالت قوات الأسد تحكم سيطرتها. وأدت سيطرة الجيش السوري في مايو/أيار الماضي على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق السريع بين دمشق ودرعا إلى قطع خطوط إمداد المعارضة المسلحة واقتلاع مكاسبها التي حققتها مؤخراً.