قال نشطاء المعارضة السورية إن مقاتلي المعارضة المسلحين بصواريخ مضادة للدبابات انطلقوا امس الإثنين صوب القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد في اليوم الثاني لهجوم مباغت على معقل الطائفة العلوية. وقال النشطاء إن قوات تضم 10 ألوية إسلامية بينهم اثنان من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة تقدمت جنوبا إلى ضواحي قرية عرامو التي تبعد 20 كيلومترا من القرداحة وأنهم يستغلون التضاريس الوعرة. واستولى مقاتلو المعارضة اول من امس الأحد على ست قرى واقعة في الطرف الشمالي من جبل العلويين الذي يقع إلى الشرق من مدينة اللاذقية الساحلية. وهذه هي منطقة التجنيد الرئيسة لوحدات الأسد الأساسية التي تتألف من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والقوات الخاصة. ويتمركز معظم المقاتلين الموالين للأسد في دمشق حيث يقودون العمليات ضد قوات المعارضة الذين يقاتلون من أجل إنهاء أربعة عقود من حكم الأسد ووالده الراحل. وقال سالم عمر، وهو ناشط من شبكة شام الإخبارية، إن عشرات من قوات النظام قتلوا في اليومين الماضيين وان الهدف هو تحرير الشعب السوري في اللاذقية ويستلزم ذلك المرور بالقرداحة. وقال عمر، من مكان غير معلوم على الساحل، إن هذه حرب من قمة تل إلى قمة تل وان المنطقة وعرة ولا يمكن للنظام استخدام الدبابات كثيرا. وقال إن وحدات قوات المعارضة، التي تضم جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وهما من الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة، دمرت ثلاث دبابات متمركزة على جبل للجيش يطل على بلدة سلمى وهي قرية على حافة جبل العلويين. واضاف عمر أن قوات المعارضة تشن هجوما بالصواريخ المضادة للدبابات وان الشبيحة (الميليشيا الموالية للأسد) تعرضت لضربة معنوية بعدما ظنوا أن الدبابات يمكنها حمايتهم. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن تسعة من مقاتلي المعارضة قتلوا في معارك الجبل امس الإثنين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 12 مقاتلا من المعارضة و19 من المقاتلين الموالين للأسد، بما في ذلك جنود وأفراد ميليشياته المعروفة باسم جيش الدفاع الوطني، قتلوا في معارك يوم الأحد. وأظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء قوات المعارضة تطلق صواريخ كونكورس المضادة للدبابات روسية الصنع من على التضاريس الصخرية ويصلون بجانب دبابة بعدما استولوا على موقع للجيش يطل على قرية سلمى. وأظهرت لقطات أخرى مقاتلين من لواء أنصار الشام يطلقون صاروخ غراد من على قمة جبل. ولا يمكن التحقق من اللقطات بشكل مستقل. ولم تعلق وسائل الإعلام الحكومية على المعارك. وقال أحمد عبدالقادر وهو ناشط في لواء أحرار الجبل وهو ضمن المجموعات المشاركة في العملية إن مئات القرويين العلويين فروا من المنطقة صوب اللاذقية. واضاف إن "الهدف هو الوصول إلى القرداحة واصابتهم مثلما يصيبوننا". وقال أن العلويين يجلسون في جبلهم ويعتقدون أن بامكانهم تدمير سورية وهم محصنون. وتضم القرداحة ضريح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لكنها موطن عشائر علوية عدة لم تتوافق مع الأسد الابن بسبب طريقة تعامله مع الانتفاضة. وقال نشطاء علويون إن اعتقال عبدالعزيز الخير الناشط المخضرم في مجال حقوق الإنسان وهو سجين سياسي سابق ومن عائلة كبيرة في القرداحة اثار الاضطرابات في البلدة العام الماضي. وقال الشيخ أنس عيروط وهو عضو في الائتلاف الوطني السوري وهو من مدينة بانياس الساحلية إن قوات المعارضة ليست بعيدة عن القرداحة وان تهديد القرداحة انتقل من تهديد متصور إلى تهديد حقيقي. وتحكم الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد سوريا منذ سيطر افرادها على وحدات رئيسية في الجيش وأجهزة الأمن في الستينيات. وعاشت الطائفة بشكل تقليدي في جبال العلويين لكن أعدادا كبيرة انتقلت في العقود الثلاثة الماضية إلى المدن الساحلية والداخلية باغراء الوظائف في الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية. وقتل أكثر من 100 الف شخص منذ بدء الانتفاضة على حكم عائلة الأسد في عام 2011 وقد بدأت التظاهرات سلمية لكن قوات الأمن سحقتها بالذخيرة الحية والدبابات لتتحول إلى تمرد مسلح. ويسيطر إسلاميون متشددون الآن على بعض الكتائب التي تدعم الانتفاضة. وتقدم الأسد بدعم من إيران ومقاتلي حزب الله لاسيما في وسط البلاد في الأشهر الأخيرة. وفي الأسابيع الأخيرة ضربت كتائب المعارضة مرة أخرى محافظة حلب في شمال البلاد ومحافظة درعا مهد الانتفاضة في جنوب البلاد. وقال مصدر في اللاذقية تحدث شرط عدم الكشف عن هويته إن القتال بدأ يوم الأحد الماضي عند الفجر وأن قوات المعارضة في بلدة سلمى هاجموا 10 قرى للعلويين. وقال المصدر إن صفارات سيارات الإسعاف يتخللها صوت القصف والغارات الجوية الحكومية على سلمى يمكن سماعها على مدار اليوم. وقال قيادي في المعارضة رفض الكشف عن اسمه ان الولاياتالمتحدة وهي داعم رئيس للجيش السوري الحر تعارض استهداف اللاذقية لأن ذلك قد يثير هجمات انتقامية من العلويين على سكانها وغالبيتهم من السنّة ويفاقم مشكلة اللاجئين الكبيرة بالفعل. ويقول ديبلوماسيون إن المنطقة الساحلية والقرى الجبلية قد تكون مسرحا لمذبحة ضد السكان العلويين في المنطقة إذا باتت اليد العليا في الصراع للمتشددين الإسلاميين في نهاية المطاف.