في إطار جهودها المبذولة للحد من انتشار التدخين وما يسببه من أمراض خطيرة في الصحة العامة تؤدي إلى الوفاة، دشنت وزارة الصحة أول عيادة متنقلة لمكافحة التدخين بالمملكة في رد سي مول بمدينة جدة، وذلك بحضور كل من وكيل وزارة الصحة المساعد للرعاية الصحية الأولية الدكتور محمد بن عمر باسليمان، والمشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بالمملكة الدكتور علي بن محمد الوادعي، ومساعد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور عبدالله الصحفي، إضافة إلى عدد من المسؤولين في وزارة الصحة والجمهور. وتوفر العيادة مجموعة متكاملة من الخدمات التوعوية والاستشارات الطبية والخدمات العلاجية التي تقدم مجاناً للمدخنين من الجنسين، لمساعدتهم في الإقلاع عن التدخين، إذ يتم استقبال المراجعين في محطة الاستقبال المخصصة وتسجيل بياناتهم التي يتم التعامل معها بمنتهى السرية، ثم توجيه المدخن إلى محطة التمريض لقياس العلامات الحيوية مثل نبض الحرارة وضغط الدم، بعدها يدخل إلى واحدة من ثلاث عيادات يوجد فيها أطباء متخصصون، للفحص وتقديم المشورة الطبية، ثم وصف وصرف البرنامج العلاجي المناسب وفقاً لحال كل مراجع على حدة، كما يوجد في العيادة قسم للعلاج الجماعي (Group Therapy)، ويدعم العيادة أيضاً مركز اتصال يقوم بالاتصال الدوري على المراجعين، ومتابعة تطور حالهم وتوجيههم إلى كيفية استكمال البرنامج العلاج والحصول عليه. وبهذه المناسبة صرح المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتور علي الوادعي، أن تدشين هذه العيادة يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي الجديد لبرنامج مكافحة التدخين، والذي يعتمد على المبادرة بالوصول إلى المدخنين في أماكن وجودهم وعدم الاكتفاء بالعيادات الثابتة المنتشرة في مناطق المملكة كافة، وأكد الوادعي أن هذه العيادة بمفهومها الجديد ليست مجرد حملة محددة المدة الزمنية، بل إنها ستكون نواة لعيادات مماثلة أخرى تتنقل في أنحاء المملكة كافة وفي صفة مستمرة، مضيفاً إلى أنه تأسيساً لمبدأ الشراكة المجتمعية فقد تم تدريب 120 متطوعاً من طلبة وطالبات أربع من كليات الطب في المملكة، للمشاركة في تقديم التوعية وإرشاد مراجعي العيادة من المدخنين. وقال الوادعي إن غياب الدراسات الإحصائية الموثقة عن التدخين في المملكة يمثل تحدياً كبيراً، موضحاً أن وزارة الصحة بصدد تنفيذ ست دراسات خلال العام الحالي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تساعد في الوصول إلى حجم مشكلة التدخين بشكل أوضح، علماً بأن بعض الدراسات المحلية تشير إلى أن نحو 30 في المئة من سكان المملكة مدخنون، وهي نسبة مرتفعة تتطلب الانتباه والتحرك من خلال محاور عدة، مع التنسيق والتعاون الكامل وتضافر الجهات كافة لمحاصرة هذه المشكلة والحد من انتشارها.