موقف بطولي لشابين ينقذ 400 طالبة جامعية من حريق حافلة

قذت شهامة شابين سعوديين 400 طالبة من موت محقق إثر حريق شبَّ في حافلة كانت تقل عدداً من طالبات كلية العلوم والآداب بمحافظة الرس بينما كان البقية في انتظار بقية الحافلات التي تقلهن، وكان مرزوق عواد الغرابي وزميله شالح عبد الله الغرابي قد لاحظاً ظهر يوم الثلاثاء الماضي وأثناء اصطفاف الحافلات لإعادة الطالبات لبيوتهن، هروب مجموعة من الطالبات من الحافلة وبدأ تصاعد الأدخنة وبداية اندلاع الحريق، فما كان منهما إلاّ أن شمّرا عن سواعدها واخترقا النيران وقادا الحافلة وهي تشتعل حتى أبعداها في أرض فضاء مجاورة بعيدة عن تجمع الطالبات والحافلات مساهمين بعد فضل الله في إنقاذ أكثر من 400 طالبة.
وقال مرزوق الغرابي سائق إحدى الحافلات ل «الجزيرة» بعد عمله البطولي: أولاً الحمد لله أن وهبني الشجاعة والتحمّل وإنقاذ أرواح بريئة كادت أن تذهب ضحية لولا لطف الله ورعايته، وروى تفاصيل الحادثة قائلاً: بينما كنت متواجداً أمام الكلية في تمام الساعة 1.30 م استعداداً لعودة الطالبات لمنازلهن لاحظ زميلي شالح الغرابي هروب عدة طالبات من إحدى الحافلات بعد ركوبهن وذهبنا بسرعة ولاحظنا في مقدمة الحافلة تصاعد أدخنة فأدركت أن الحافلة على وشك الاحتراق واقتحمنا الحافلة، حيث كنا لا نرى شيئاً من الأدخنة الكثيفة داخلها وتوليت القيادة حتى أوقفتها في أرض فضاء والنار في تصاعد ثم نجينا بنفسينا وأتى لاحقاً الدفاع المدني وقام بالواجب، موضحاً في ختام حديثه أن ما قام به أمر طبيعي سيقوم به أي شخص في نفس الموقف ومؤكداً على أن مخاطرته بنفسه وسط مكان ضيق تعج فيه الفوضى لم يكن في حينها يفكر في حياته وإنما الهم الأكبر كفكفة دموع كثير من الأهالي الذين كانوا في انتظار بناتهم من الكلية.