تحت شعار " كل عملية تبرع بالدم تنقذ حياة "يحتفل العالم في الرابع عشر من حزيران/ يونيو من كل عام باليوم العالمي للمتبرعين بالدم بهدف زيادة الوعي بأهمية التبرع بالدم المأمون ومنتجاته، وتقديم الشكر للمتبرعين بدمائهم طواعية ودون مقابل، نظراً لما يقدمونه من هبات الدم المُنقِذة للأرواح. وتحرص وزارة الصحة في المملكة متمثلةٍ بالإدارة العامة للمختبرات وبنوك الدم بتقييم احتياج المملكة للدم ومكوناته سنوياً حسب المعايير العالمية والمصنفة إلى ثلاثة معايير هي: توفير ما تحتاجه ما بين 1.5-2% من عدد السكان بالنسبة لوحدات الدم حيث أنها العنصر الرئيسي للدم ولها تاريخ صلاحية لا يتعدى 42 يوم. - توفير عدد 7-10 وحدات دم سنويا لكل سرير بالمستشفيات المتوفرة بوزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى . - تقدير المنصرف أو المتوفر من الدم في العام السابق وزيادته بمقدار 5-10% حسب الزيادة في عدد السكان . ولقد حققت وزارة الصحة من خلال خططها الاستراتيجية الشاملة وبرامجها الصحية المتعددة الاكتفاء الذاتي من فصائل الدم، حيث تعتمد في توفير جميع وحدات الدم ومكوناته من تبرعات المواطنين والمقيمين التطوعية في الداخل وهو ما يوفر 40% أو التبرع التعويضي للمرضى من الأهل والأصدقاء 50% بالإضافة إلى تبرع المواطنين بالدم عند طلب رخصة القيادة بنسبة 10%، وذلك تماشياً مع الأر السامي الكريم المتضمن وقف استيراد الدم من الخارج منذ عام 1405 ه. كما شرعت وزارة الصحة في تنفيذ العديد لمشاريع المستقبلية والتي تم اعتمادها بالفعل في مجال طب وخدمات نقل الدم أبرزها : أ*. بناء عدد 9 مختبر إقليمي وبنك دم مركزي و 4 بنوك دم مركزية بمناطق ومحافظات المملكة للإحلال لبنوك الدم القديمة وجاري إنشائهم حالياً كما تقوم الإدارة بتطبيق خطة لمركزة خدمات نقل الدم وتقليص عدد بنوك الدم . ب*. إنشاء مصنع مشتقات البلازما وتوطين التقنية بالشراكة بين وزارة الصحة وأحد الشركات الوطنية كوكيل لشركة عالمية معروفة في هذا المجال وكان من بنود الاتفاق الحصول على اعتماد بنوك الدم بالمملكة من قبل الجمعية الأمريكية لبنوك الدم . ج. كما ٍقامت الوزارة مؤخراً بتوفير عدد 4 سيارات وتجهيزها كبنوك دم متنقلة للتبرع بالدم وتتبع للبنوك الدم المركزية حيث تتواجد في أماكن تجمع المتبرعين بالدم مثل النوادي الرياضية والمجمعات التجارية وأماكن العمل الحكومية والخاصة تسهيلاً للمتبرعين بالدم كمرحلة أولى وجاري حالياً البدء في المرحلة الثانية . وقد أوضح تقرير صدر عن مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة أن أبرز الشروط الواجب توافرها في المتبرع بالدم وهي أن يكون في صحة جيدة، أن يكون عمر المتبرع بين 18-65 سنة، ألا يقل وزن المتبرع عن 50 كجم، أن تكون نسبة الهيموجلوبين للرجال 13-17,5 وتكون نسبته في النساء 12,5-14,5، أن يكون النبض من 50 إلى 100 ضربة في الدقيقة، ألا تزيد درجة الحرارة على 37.5 درجة مؤوية، وأن يكون ضغط الدم 120 /80 ملم زئبق. أما أبرز فوائد التبرع بالدم بحسب ما جاء في التقرير فهي زيادة نشاط نخاع العظام في إنتاج كميات جديدة من الخلايا (كريات الدم الحمراء، كريات الدم البيضاء، صفائح الدموية)، زيادة نشاط الدورة الدموية، إضافة إلى أنه يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشرايين، ايضا فإن التبرع بالدم يمنع تراكم الحديد لدى المرضى الذين يعانون الحديد الزائد مثل الصبغ الدموي. كما وذكر التقرير بعض الحقائق المتعلقة بالتبرع بالدم وقد جاء أبرزها أنه إذا كان الشخص بالغًا وبصحة جيدة عادة يستطيع التبرع بالدم دون مخاطر على صحته، ويعوض الجسم السوائل المفتقدة في غضون 24 ساعة أما بالنسبة لخلايا الدم الحمراء فإنها تحتاج لأسابيع عدة لتعويض ما تم فقده، كما يستطيع أن يتبرع الشخص بالدم مرة كل شهرين إلى ثلاثة أشهر، على ألا تزيد مرات التبرع على خمس مرات في العام، هذا ولا يوجد أي ضرر من التبرع بالدم إلا للأشخاص الذين لديهم مشكلات صحية تمنعهم من التبرع، ولدى الرجال فرصة أكبر للتبرع بالدم أكثر من النساء بسبب أن النساء تحدث لديهم تغيرات فسيولوجية تمنعهم من التبرع مثل الحمل، الإجهاض، فقر الدم ونقص الوزن وغيرها. أما أبرز الاحتياطات التي يفضل اتخاذها قبل التبرع بالدم وبعده فقد أوضح التقرير الصادر عن مركز المعلومات أنه ليس من الضروري أن يكون المتبرع صائمًا بل من الأفضل تناول قليل من الطعام قبل التبرع بساعتين مع تجنب المواد الدهنية، أما بعد التبرع بالدم فيفضل الجلوس في غرفة الملاحظة للاسترخاء وتناول وجبة خفيفة، وبعد 10-15 دقيقة يمكن الذهاب بعد الانتهاء من التبرع بالدم، وشرب السوائل الإضافية ليوم أو يومين، وتجنب الرياضة العنيفة كالجري وحمل الأثقال خلال الساعات الخمس المقبلة بعد التبرع، أما إذا كان المتبرع يشعر بألم في الرأس فيجب الاستلقاء ورفع الأرجل إلى أعلى حتى يشعر المتبرع بتحسن مع الإبقاء الضمادة على الذراع لمدة4 ساعات على الأقل بعد التبرع. هذا ويتم التبرع كل عام بما لا يقل عن 90 مليون وحدة من الدم في جميع أنحاء العالم بغرض إنقاذ الأرواح وتحسين الصحة، غير أن الطلب على الدم لأغراض نقله إلى من هم بحاجة إليه لا يزال في تزايد، وليس في وسع الكثير من البلدان تلبية الاحتياجات الراهنة، وذلك يعني بالنسبة للعديد من البلدان إمدادات غير كافية لاستبدال الدم الضائع أثناء الولادة وعلاج فقر الدم الذي يهدد حياة الأطفال الذين يعانون الملاريا أو من سوء التغذية، وهناك في كل مكان حاجة إلى الدم ومنتجاته للقيام بعمليات الجراحة الروتينية والطارئة، بما في ذلك العلاج المنقذ للأرواح الذي يُقدم لأعداد متزايدة من المصابين في حوادث المرور ولعالج اضطرابات الدم الخلقية. والجدير بالذكر أخيرا أنه لا توجد آثار جانبية عند التبرع بالدم ولكن من الممكن أن يُصاب المتبرع أحيانًا ببعض الدوار والغثيان وأحيانًا يصاب باحمرار في منطقة الحقن، هذا وقد خصص مركز المعلومات الإعلام والتوعية الصحية الرقم المجاني 8002494444 للرد على إستفسارات وأسئلة المواطنين والمقيمين بخصوص آلية ومدى أهمية التبرع بالدم ومدى إزدياد الحاجة الى الدم المأمون، بالإضافة إلى التأكيد على الأشخاص الذين لا يمكنهم التبرع بالدم، سواء لمدة ثلاث سنوات، أو لمدة سنة واحدة أو أقل من هذه المدة .. بالإضافة إلى استعداد الأخصائيات لتوضيح قائمة الأشخاص غير المؤهلين للتبرع بالدم بصفة دائمة. تجدر الإشارة أن وزارة الصحة تحرص على التواصل والتنسيق مع الهيئات العالمية في مجال خدمات نقل الدم : أ*. تشارك المملكة سنوياً منذ عام 2005م في اجتماعات اللجنة العالمية لسلامة الدم ومكوناته كعضو دائم في هذه اللجنة التابعة لمنظمة الصحة العالمية . ب*. المملكة عضو دائم في الهيئة العربية لخدمات نقل الدم وترأست الهيئة لمدة خمس سنوات (من عام 2005م حتى عام 2010م) . ج*. ترسل المملكة سنوياً تقرير كامل عن خدمات نقل الدم بالمملكة لمنظمة الصحة العالمية .