وليد ابو مرشد شنت إسرائيل هجوما جويا استهدف ثلاثة مواقع سورية غرب دمشق فجر أمس، هي مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا، ومخزنا للأسلحة قريبا من المركز، وأيضا "الفرقة 14"، دفاع جوي على مقربة من الطريق الدولي بين دمشق وبيروت. وتقع جمرايا على بعد 15 كيلومترا فقط من الحدود اللبنانية. وأظهرت لقطات فيديو نشرها نشطاء على الإنترنت سلسلة من الانفجارات تسبب أحدها في إضاءة سماء العاصمة ليلا في حين أن انفجارا آخر تسبب في اندلاع النيران وانفجارات أخرى ثانوية. وأكدت مصادر إسرائيلية أن الهجوم استهدف أسلحة إيرانية مرسلة لحزب الله. وهو الهجوم الثالث لإسرائيل منذ أواخر يناير الماضي، الذي استهدف فيه المركز العلمي، تبعه غارة على موقع آخر الجمعة. وأفاد مصدر غربي "أن العملية استهدفت صواريخ قادمة من إيران كانت في طريقها إلى حزب الله، وما تمت مهاجمته هو مخازن لصواريخ الفاتح 110 التي كانت تنقل من إيران إلى حزب الله". كما أوضح خبير الصواريخ الإسرائيلي عوزي روبين أن صواريخ الفاتح 110 "أفضل من سكود فلديه رأس حربي زنته نصف طن". وفيما امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعقيب، قال عضو الكنيست رئيس حزب (كاديما) شاؤول موفاز "موقف إسرائيل هو منع وصول الصواريخ المتطورة لأيدي حزب الله". كما أعلن عضو الكنيست من حزب (العمل) بنيامين بن اليعزر "أن الهجوم نفذ بمعرفة الإدارة الأميركية. وأي عملية نقل لأسلحة تقليدية أو أخرى من سورية لحزب الله تعتبر خرقًا للمعادلة وبالتالي من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها". وفي أعقاب هذا الإعلان سرت تقديرات واسعة بإمكانية تدهور الأمور باتجاه تصعيد عسكري. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن نشر بطاريتي قبة حديدية في صفد وحيفا. كما أعلن قائد الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي عن تأجيل تدريب واسع النطاق بعد التطورات على الجبهة السورية. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إيران تحاول تعزيز القدرات العسكرية لمنظمة حزب الله مع قرب سقوط نظام الأسد. وفيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق أن "حماية الإسرائيليين لأنفسهم مبررة للحيلولة دون نقل أسلحة متقدمة إلى منظمات إرهابية مثل حزب الله"، دانت الهجوم إيران، ومصر والجامعة العربية. واعتبرت مصر الهجوم "انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية فضلا عن تهديده الأمن والاستقرار في المنطقة"، بينما دعا الأمين العام للجامعة نبيل العربي أمس مجلس الأمن إلى "التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومحذرا من تداعياتها الخطيرة. كما اعتبر الجيش السوري الحر أمس أن بلاده تقصف "على يد بشار الأسد وإسرائيل"، تعليقا على قصف إسرائيل للأراضي السورية مرتين خلال الأيام الثلاثة الماضية، حسب المنسق الإعلامي للجيش الحر لؤي مقداد. أما دمشق فاعتبرت أمس القصف الإسرائيلي دليلا على "التنسيق" بين إسرائيل والمعارضين لنظام الأسد، وحتى مع عناصر "جبهة النصرة" التي بايعت تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن القصف يفتح الباب أمام كل الاحتمالات.