وليد ابو مرشد عادت مشاعر الأسى والحزن إلى القرية ذاتها التي تسكنها الطفلة "رهام الحكمي" ضحية الدم الملوث بالإيدز، ولكن هذه المرة في منزل الشابة فاطمة عكام التي لا يبعد منزلها عن منزل "رهام" سوى مترين، في قرية مزهرة، حيث تجمع كثير من أهالي القرية لمواساة الشاب سلطان الحكمي الذي فارقت زوجته الحياة أمس بعد إعطائها 25 حقنة طلق صناعي لإخراج جنينها المتوفى من رحمها. وفي منزله الذي اتشح بالحزن، قال الحكمي ل "الوطن": إنه وقع بمستشفى أبو عريش العام على إجراء 4 طلقات صناعية فقط لإخراج الجنين المتوفى من زوجته، وإذا لم تنجح المحاولة فستجرى لها عملية جراحية لإخراجه"، موضحا أنه فوجئ بتعامل المستشفى مع الحالة باستهتار غريب وإعطائها 25 حقنة طلق واصفا العمل بالجريمة الجنائية التي ارتكبت في حق زوجته التي فارقت الحياة. وأكد أن "فاطمة" كانت بصحة جيدة، وأنها طلبت منه قبل يوم من الحادث الخروج بها لأحد المتنزهات بهدف ممارسة رياضة المشي. وتابع الحكمي رواية مأساته التي فقد فيها زوجته بالقول إنه راجع بزوجته المستشفى قبل شهر فأبلغه المستشفى بوفاة الجنين، ثم تراجعوا عن تشخيصهم وأخبروه بأنه ما زال على قيد الحياة، وطلبوا منه التبرع بالدم بكمية ألفي جرام، عندها قرر مراجعة مستشفى الملك فهد فأبلغوه بأن الجنين حي، واقترحوا عليه إسقاطه لسوء حالته. وأضاف: بعد وفاة الجنين مكثت شهرا كاملا أتردد بين مستشفى أبو عريش ومستشفى الملك فهد بهدف الحصول على كرسي لإخراج الجنين المتوفى، ولكن بعد عدة محاولات تم العثور على كرسي في قسم النساء والولادة بمستشفى أبو عريش العام ومكثت هناك منذ السبت 11 جمادى الأولى وحتى وفاتها أول من أمس، وخضعت خلال فترة تنويمها بالمستشفى إلى 25 حقنة، منها 5 حقن في يوم واحد فقط وهو يوم وفاتها، مضيفا أن زوجته كانت تعاني من مرض الأنيميا. وطالب الحكمي بالتحقيق في القضية ومحاسبة المتهاونين. وقال إن العملية الأخيرة التي خضعت لها هي إدخال أنبوب إلى الرحم مما تسبب في انفجاره وأنه لم يستأذن قبل اتخاذ ذلك الإجراء. وأضاف أن المستشفى رفض إطلاعنا على الملف. وأوضح المتحدث الرسمي بصحة جازان محمد الصميلي أمس أن المريضة عمرها تسعة عشر عاماً وكانت حاملا في الشهر السادس، حضرت للمستشفى بأعراض جنين متوفى داخل الرحم وتم تنويمها والتعامل معها بالطلق الصناعي وقد ولدت مولودا متوفى. وبعد الولادة حدث للمريضة توقف مفاجئ في القلب وتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي لها إلا أن الحالة لم تستجب. و تم تشكيل لجنة تحقيق من المختصين لمعرفة أسباب توقف القلب والوفاة ونحن في انتظار رأى اللجنة. من جهتها قالت استشارية أمراض نساء وولادة -تحفظت على ذكر اسمها- عند حضور السيدة الحامل إلى المستشفى للولادة وعند فحصها من قبل الطبيبة ولوحظ أن الرحم لم يفتح بالمقاس المحدد للولادة في هذه الحالة يتم التحفيز على الولادة بوضع تحاميل أو جل مهبلي بجرعات محددة لا تزيد على أربع جرعات مع المراقبة لعنق الرحم وفي الوقت نفسه يوضع في المحلول المغذي خمس وحدات طلق صناعي ويفضل ألا تزيد عن جرعتين فقط مع وجود جهاز تخطيط على بطن السيدة الحامل لمراقبة نبض الجنين وحركته وإذا لم تتم استجابة خلال ساعتين نقوم بتحضير حجرة العمليات لعمل ولادة قيصرية للأم حتى لا تتعرض لأي مضاعفات.