جازان – محمد المواسي صحة جازان: الأشعة أثبتت تشخيص الجنين المتوفى وسنعلن نتيجة التحقيق بعد الانتهاء منه لم تفق قرية مزهرة «15 كيلو متراً غرب مدينة جازان» من صدمة نقل الدم الملوث بفيروس الإيدز للطفلة رهام الحكمي، حتى فُجعت أمس، بوفاة فاطمة سليمان عكام أثناء ولادتها المبكرة لطفلها الخديج في شهره السادس بمستشفى أبوعريش العام. وتحدث ل «الشرق»، زوجها سلطان الحكمي، بنبرة التكتم على البكاء قائلاً: «زوجتى تبلغ من العمر 17 عاماً، وتزوجنا قبل تسعة أشهر، وحملت وأحست بآلام في ظهرها وأماكن متفرقة من جسدها، توجهنا لمستشفى الملك فهد وأجرينا الفحوصات وبيَّنوا لنا أن الطفل مشوَّه خلقياً ويعاني من مياه في الرأس». وأضاف «بعدها توجهنا لمستشفى خاص وقال لنا الطبيب المعالج إنه يجب إسقاط الجنين ورفضت أنا ذلك، وبعد مرور خمسة أيام، أي يوم الأربعاء، توجهنا لمستشفى أبوعريش العام الذي راجعته زوجتي للمرة الأولى منذ أن تزوَّجنا، بعد رفض مستشفى جازان العام استقبالها بحجة عدم وجود سرير». وتابع حكمي «أدخلناها في قسم الطوارئ بمستشفى أبوعريش العام وانتظرنا من التاسعة صباحاً وحتى العاشرة مساء، وذهبت لهم طالباً منهم الحل، وقالوا إن الجنين متوفى في رحم زوجتي ولابد من عرضها على طبيب العيادات الخارجية يوم السبت، مع ضرورة توفير دم لها لأنها تعاني من أنيميا منجلية، وفعلنا ذلك وأحضرنا معنا متبرعين بالدم وأدخلت التنويم وكان الطبيب المعالج من جنسية عربية، وذكر لنا ضرورة إعطائها حقن الطلق الخاصة بهذه الحالات، ووقَّعت على ذلك بموافقتي على أربع حقن طلق فقط، ولكنني فوجئت عند عودتي للمنزل باتصال طبيب من جنسية عربية يخبرني بأن حقن الطلق لن تنفع في إخراج الجنين لأن رأسه منتفخ، وإذا خرج سيتسبب لها في ضرر كبير، ولابد من عملية جراحية لاستخراج الجنين وفوراً». وذكر أنه توجه للمستشفى ووقع على عملية قيصرية لاستخراج الجنين، ولكنها لم تُنفذ، فيما واصل الطبيب الأول حقن الطلق منذ يوم السبت وحتى الأربعاء، وأضاف «قالت لي زوجتي إن حقن الطلق وصلت إلى 17 حقنة، وبعد كل حقنة أنام ولا أعلم لماذا». وواصل الحكمي سرد قصة معاناة زوجته حتى وفاتها، موضحاً أنه أخذها في نزهة قصيرة على طريق محافظة العارضة بطلبٍ منها بعد أن ملَّت من المستشفى وأعادها يوم الخميس الماضي، وقال «يوم الأربعاء قالت زوجتي للطبيب الأول: زوجي منعني من الطلق فرد عليها: «إذا زوجك يرفض الطلق أنا أرفض العملية». مبينًا أنه حاول الوصول للطبيب ولكنهم رفضوا وتحمل وصبر حتى يوم السبت الذي غادرت فيه الحياة، وقاموا بعمل قسطرة لها دون علم أو إذن منه وأدخلوا أنبوباً في رحمها الصغير حتى انفجر ودخل الماء في الدورة الدموية ولم يخرج الجنين حتى توفيت وهي في غرفة الولادة منذ الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى السابعة مساءً. وتابع «كان آخر تواصل بيننا عبر الواتسآب في الساعة الواحدة ظهراً، ولا أعلم هل أخذوا من زوجتي الهاتف النقال، أم هي ماتت من حينها ولم يخبرونا بذلك، وكانت تقول لي إنها تحس بآلام بسيطة في بطنها، وبعدها أخبرتني بأنهم عملوا لها قسطرة، وهذا مدون في تبليغ الوفاة الصادر من المستشفى». وأدان الحكمي، بقاء زوجته في مستشفى أبوعريش العام لمدة سبعة أيام في المستشفى واكتفاءهم بحقن الطلقات. وطالب بمحاسبة المتسببين وأخْذ حق زوجته، رافضاً استلام جثة زوجته وابنه من المستشفى حتى تتم معاقبة الفريق الطبي المشرف على حالتها كاملاً. من جهته، قال مساعد مدير صحة جازان الدكتور عواجي النعمي، إن مريضة تبلغ من العمر 19 عاماً تم تنويمها في مستشفى أبوعريش العام وهي حامل في الشهر السادس بأعراض وعلامات جنين متوفى داخل الرحم، مبيناً أن الأشعة أثبتت تشخيص الجنين المتوفى، بالإضافة إلى وجود عديد من العيوب الخلقية بالجنين. وأضاف «على ضوء ذلك تم تنويم المريضة وعمل التحاليل اللازمة وتم بدء طلق صناعي، بإعطائها تحاميل محفزة للطلق الصناعي، ولم تستجب المريضة لذلك، فتم البدء بإعطائها محلول البروستاجلاندين وذلك بتاريخ 18/5/1434ه، واستجابت المريضة وبدأ عنق الرحم في التوسع، وعند الساعة السابعة من مساء يوم 18/5/1434 ولدت طفلاً متوفى بعيوب خلقية متعددة، وفجأة حدث للمريضة هبوط حاد في الجهاز القلبي الرئوئ مع ازرقاق وخروج سوائل من الفم والأنف ممزوجة بدم hemoptysis، وتم استدعاء الفريق الطبي المختص وإجراء عملية الإنعاش، إلا أن المريضة لم تستجب، وتم معاينة الحالة من قبل فريق مختص من مستشفى الملك فهد بعد الوفاة، وتم عمل أشعة تليفزيونية وأوضحت عدم وجود نزيف داخلي أو انفجار بالرحم». وتابع «نظراً لعدم قناعة أقارب المريضة بسبب الوفاة، وكما هو متبع في مثل هذه الحالات فقد تم تشكيل لجنة تحقيق من المختصين وباشرت مهامها وسيتم إعلان نتيجة التحقيق حال الانتهاء منه». تقرير وفاة فاطمة عكام