وليد ابو مرشد أوضح الأكاديمي الأميركي المعروف ستيفن والت أنه على الرغم من التبدل النسبي في مواقف إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية، إلا أن النتائج النهائية تعكس أن الإدارة ليس لديها أي إستراتيجية واضحة في هذا الصدد. وقال والت الذي اشتهر بعد الكتاب الذي شارك فيه عن نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ليكتسب بذلك عداء أنصار إسرائيل في الولاياتالمتحدة، إن البيت الأبيض ينظر إلى الأزمة السورية من خلال "أنبوب ضيق" يحول دون رؤية الأبعاد الحقيقية لها وانعكاساتها المتوقعة على الشرق الأوسط. من جهة أخرى أصدرت مجموعة دعم سورية في واشنطن بيانا قالت فيه إن الجيش السوري الحر لديه أدلة على أن صاروخي سكود أطلقهما نظام بشار الأسد على ضاحية خان عسل المتاخمة لحلب وعلى موقع آخر في ريف دمشق، وكانا يحملان مادة كيماوية تسمى "ايكوثيوفات" تستخرج من المبيدات الحشرية وتستخدم كأساس لصنع أسلحة كيماوية. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن اثنين من كبار مسؤولي إدارة أوباما قالا للمجلة إن المخابرات الأميركية منهمكة الآن في التحقق من المعلومات التي أشار إليها الجيش الحر عن الهجوم الذي وقع في 19 مارس. ورد السفير روبرت فورد سفير واشنطن السابق في دمشق على سؤال حول الحادث بقوله "لأننا لا نستطيع بعد أن نقطع بأن الأسلحة الكيماوية استخدمت في سورية في الأيام الماضية فليس بوسعي أن أعلق. كل ما يمكنني قوله الآن هو أن لدينا في اللحظة الحالية عدد كبير من الأشخاص يعملون على هذه القضية الآن". وكانت تقارير أميركية قد أشارت في خريف العام الماضي إلى أن الإدارة الأميركية أبلغت بشار الأسد أن استخدام الأسلحة الكيماوية هو "خط أحمر" لا ينبغي للنظام تجاوزه. ومن المحتمل أن يكون الأسد قد وصل إلى استنتاج مفاده أن الإدارة متمسكة بموقفها المتحفظ من لعب دور فاعل في إنهاء الأزمة وقرر استخدام جزء من ترسانته النووية بعد أن استنتج أن موقف واشنطن سيظل مترددا حتى بعد تجاوز "الخط الأحمر" إياه. ومن غير المتوقع أن تتمكن الإدارة من منع تسرب أي تقارير من أجهزتها تفيد بأن تلك الأجهزة تأكدت من استخدام ذلك النوع من السلاح. وسوف يصبح من الصعب وقتها على الإدارة ابتلاع تهديدها السابق للأسد بعدم استخدام السلاح الكيماوي. وفي المقابل قال مسؤول أميريكي إنه يبدو على نحو متزايد أنه لم يتم استخدام سلاح كيماوي في سورية. وأضاف "إحساسنا المتزايد هو أنه لم يتم استخدام سلاح كيماوي." ومع ذلك فإنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية أن تظهر معلومات تؤدي إلى تغيير هذا التقييم.