وليد ابو مرشد أغلق معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه أمس الجمعة، بمبيعات بلغت 71 مليونا و645 ألف ريال، في وقت أعلنت فيه إدارته أن عدد زواره بلغ 2 مليون و400 ألف و126 زائراً. وشهد المعرض في دورته المنتهية أكبر تجمّع للناشرين والعارضين والجهات والهيئات والتوكيلات، مقارنة بالأعوام السابقة بعد أن شارك أكثر من 970 جهة من 32 دولة قدمت ما يزيد على 250 ألف عنوان ورقي، وأكثر من مليون و200 ألف عنوان إلكتروني. واستمرت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب عشرة أيام فيما استمرت الفعاليات الثقافية تسعة أيام.. وشهدت الأيام الأخيرة لمعرض الكتاب نفاد بعض الكتب.. ولكن الدور المعنية بدأت في تسجيل الطلبات مع الوعد بإرسال الكتب المطلوبة عبر البريد وهي الخدمة التي قدمها المعرض هذا العام للمرة الأولى. وشكك بعض الكتاب بالأرقام المعلنة لأعداد الزوار على الرغم من شهادتهم بنجاح المعرض تنظيماً وخلوه من الشوائب مستندين في تشكيكهم على فقدان الطرق الإحصائية المعتبرة في المعرض. فشكك الكاتب الصحافي عبدالله بخيت في الأرقام التي أعلنتها إدارة معرض الكتاب، مؤكداً على أنه يصعب الاقتناع بها خاصة عند مقارنتها بأرقام المبيعات.. بيد أن بخيت شدد على أن المعرض كان متميزاً من الناحية التنظيمية.. وقال ل"العربية.نت": "المعرض كان جيدا من الناحية التنظيمية وانتهى بهدوء دون مشاكل وتميز بغياب المشاغبين وانضباط رجال الهيئة بعدم تدخلهم بما لا يعنيهم والسماح للكاتبات بالتوقيع على كتبهم علنا أمام الجمهور". وأضاف مستدركاً: "الرقم المعلن للزوار كبير جدا ويصعب التأكد منه فليس هناك طريقة معترف بها لإحصاء الزوار وفي نظري هو مستحيل جدا أن يكون عدد الزوار في اليوم الواحد 200 ألف فمواقف السيارات والمعرض لا يحتمل كل هذا". وتابع: "من الممكن قبول رقم المبيعات ولكن رقم 71 مليوناً كمبيعات تعني أن كل زائر اشترى ب35 ريالا فقط، أي اشترى كتابا واحدا وهو غير صحيح فأغلب الزوار اشترى كتبا كثيرة، وكثير من دور النشر أفرغت من كتبها تماماً.. لهذا ما يقال عن رقم المعرض غير دقيق.. فالمبيعات تكشف ذلك". وانتقد الكاتب في جريدة الرياض طريقة اختيار الكتب الفائزة بجائزة المعرض وقال: "لي تحفظ على جائزة الكتب.. فتشكيل جائزة لعشرة كتب غير منطقية وفجأة ظهرت هذه الكتب دون الإعلان عن اللجان المشكلة لاختبارها لا أحد يعلم". أرقام مبالغ فيها واتفق الكاتب د. خالد المعينا مع رأي بخيت وشدد في حديثه ل"العربية.نت" على أن رقم مليونين و400 ألف زائر مبالغ جدا فيه، وقال:" لا يمكن أن يصل زوار المعرض ل250 ألف زائر يوميا.. هذا مبالغ فيه جدا وغير منطقي ولا يمكن القبول به".. وتابع:"للأسف ليس لدينا جهات محايدة تقدم الأرقام الحقيقة وكل ما لدينا هي أرقام قدمتها اللجنة الإعلامية للمعرض فقط وهي لا يمكن قبول ما تقدمه كونها تفتقد للآليات الصحيحة لإحصاء الزوار.. وإذا ما قسمنا عدد الزوار على مبالغ المبيعات لوضح أن الرقم أكبر بكثير من الواقع. كثيرون ممن زاروا المعرض مقتنعون أن الرقم لا يرقى لهذا العدد". فيما أكد الكاتب الدكتور حمزة المزيني أنه لا يمكن الحكم على الأرقام المعلن عنها لعدم وجود معلومات كافية عن طريقة الإحصاء وقال ل"العربية.نت": "لا أستطيع الحكم على تلك الأرقام لأنني لا أملك دليلاً على هل هي صحيحة أم مبالغ فيها".. وتابع: "زرت المعرض هذا العام مرتين فقط وهي لا تكفي لإطلاق حكم قاطع عن الأمور الجديدة فيه". إشباع فضول من جانبه أكد مدير المركز الإعلامي للمعرض أحمد خضر الزهراني أن لديهم طريقة دقيقة للإحصاء تقوم بها اللجنة الفنية للمعرض رافضاً قياس أرقام المبيعات على عدد الزوار وقال ل"العربية.نت": "هناك كثير من الزوار حضر لإشباع فضوله للمعرض فقط ولم يشترِ شيئا، بينما هناك زوار اشتروا بأكثر من ثلاثة ألاف ريال.. فهي لا تقاس بهذه الطريقة".. وتابع: "هناك لجنة مسؤولة عن إحصاء عدد الزوار بدقة وهي ملمة عن كل من يدخل للمعرض".