أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن المنتحرين مرتكبون لإثم عظيم موعودون بالعذاب الأليم من الله، واصفا قتل الإنسان نفسه بالبلاء العظيم. وأبان أن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية حذرت من الانتحار، مشيرة إلى أنه محرم شرعا ولا يجوز الإقدام عليه من مسلم، وأن من يفعل ذلك فبسبب ضعف الإيمان. وحذر آل الشيخ من اتخاذ الانتحار وسيلة للضغط أو تحقيق المطالب أو التساهل مع المنتحر بإطلاق عبارات النجم أو الشهيد أو غير ذلك من المغالطات التي تروج بين الناس. من جانبه، أرجع عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، حوادث الانتحار إلى ضعف الإيمان والشعور بأيلولة الحياة الآخرة وأن الجسد بيد صاحبه أمانة لا ملكا، إذ لا يجوز التصرف فيه في غير المصالح. ولفت إلى أن النصوص الشرعية أكدت أن المنتحر مرتكب لجريمة كبرى وأنه مخلد بالنار وذكرت حول ذلك عدد من النصوص التي تؤكد الوعد والوعيد لمرتكبها. وأضاف: هناك احتمالات للمنتحر، فإما أن يكون مختلا في عقله أو نتيجة ذهاب عقله بالسكر وغيره أو ضعف إيمان بالله تعالى واليوم الآخر وأنه لم يتحمل مشكلة نزلت به فقضى على نفسه، لكنه استدرك قائلا: «إذا كان المرض النفسي يصل إلى حد التأثير على عقل المنتحر وتصرفه فهو معذور حينئذ». ورفض عضو هيئة كبار العلماء توجيه التهم للقنوات الفضائية بترويجها للانتحار وتقديمهم أبطالا، وقال «لا أظن أن أي قناة مهما كان مسلكها أن تروج لذلك فالبشر متمسكون ببشريتهم وحياتهم والسعي للعمل حصولا على متعهم بالحياة». واعتبر بعض الألعاب الإلكترونية تروج للمخاطرات على مبدأ الخطر ومهنته، إلا أنه أكد أيضا أن ذلك ليس من باب الترويج للانتحار، وإنما ترويج لما فيه الشر في حياة الإنسان ومستقبله وجميع متعلقاته، وذكر أن المفحط معرض نفسه للهلاك، إذ لم يمتثل بقول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).