يعتبر زيت الزيتون من أهم المواد الغذائية المستخرجة من النباتات وحبيباتها نظرا لغناه بمكونات وعناصر كثيرة مفيدة لصحة الإنسان وعلاج العديد من الأمراض من خلال مساهمته في تحسين وظائف الأعضاء وانتظامها. وزيت الزيتون مادة طبيعية ذات قيمة غذائية لا مثيل لها غير أن مستوى استهلاكه العالمي منخفض جدا بسبب المنافسة في السوق العالمي من زيوت نباتية وحيوانية أخرى رخيصة الثمن, حيث تمثل نسبة إنتاج زيت الزيتون 3. 3 % من الإنتاج العالمي للزيوت النباتية والاصطناعية ويتركز انتاجه في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويوجد في لبنان حوالي 14 مليون شجرة زيتون تنتج سنويا حوالي 350 ألف طن زيتون أي 70 ألف طن زيت زيتون علما أن المساحة الزراعية في لبنان تبلغ حوالي 240 ألف هكتار وربع هذه المساحة مزروعة بالزيتون الذي يشغل بين 60 او 70 هكتارا .. كما يوجد بها حوالي 544 معصرة زيت زيتون موزعة في المناطق اللبنانية حسب المناطق الجغرافية 2. 5 في المئة في منطقة البقاع و21 في المئة في جبل لبنان و 12 في المئة في بلدة النبطية الجنوبية اللبنانية و50 في المئة في الشمال و14. 5 في المئة في الجنوب. ويتم صناعة زيت الزيتون إبتداءً من حلول موسم الزيتون حيث يبدأ المزارعون في قطف ثماره الناضجة وتنظيفها ومن ثم تحضير معدات المعالجة والعصارة حيث يستخلص زيت الزيتون عن طريق المعاصر ويمر بمرحلتين إحداهما مرحلة الضغط والأخرى مرحلة الدفع. وتتم عملية الضغط (وهي النظام التقليدي) من خلال عصر حبوب الزيتون حتى ينزل الزيت إلى القاع وينقسم إلى عدة مجموعات لتخضع هي الأخرى لمكابس مائية بينما في المعاصر الحديثة فإن العجينة تمر بعملية دفع طارد في آلة صفق محورها أفقي للحصول على ثلاث طبقات هي (الزيت ورشح الزيتون والعصارة) ولكن في الأعوام الأخيرة أجري تغيير تقني في نظام المعاصر ليتم مباشرة الحصول فقط على طبقتين اثنتين. وتنقسم زيوت الزيتون إلى قسمين الأول زيت الزيتون البكر وهو الزيت المستخلص بطرق طبيعية فقط وفي ظروف حرارية مناسبة بحيث لا تتغير مواصفات الزيت فهو زيت طبيعي يحتفظ بطعمه الأصلي ورائحته المميزة والفيتامينات الطبيعية أما القسم الثاني من زيوت الزيتون هو زيت الزيتون المكرر وهو عبارة عن زيت زيتون بكر ذي حموضة عالية تم تكريره بطرق كيميائية وهذه الأصناف من الزيوت فقدت مواصفاتها الأصلية وخواصها الطبيعية من لون ورائحة وطعم ويوجد أيضا نوعا آخر وهو مزيج من زيت العصارة المكرر وزيت الزيتون البكر قليل الجودة بحيث لا تتعدى الحموضة 1. 5 درجة. وتكمن فوائد زيت الزيتون في إحتوائه على كمية عالية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والكثير من المواد المضادة للأكسدة ومن أهم فوائده أنه يحمي من أمراض القلب ويقلل فرص الإصابة بسرطان القولون, كما أنه يتحكّم بالسكري ويقلّل من مخاطر سرطان الثدي (بإذن الله) حيث تشير التقديرات إلى أن تناول 10 غ من زيت الزيتون يقلل بمشيئة الله من خطر الاصابة بسرطان الثدي بنسبة 45 في المئة كما أن الفيتامين E الموجود فيه يمنع تلف الخلايا التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض. كما أن للزيتون فوائد أخرى منها مكافحة الشيخوخة وخصائصه مضادة للالتهابات ومن المعروف أن زيت الزيتون يستخدم في مستحضرات التجميل والعلاج بالأعشاب الطبيعية حيث يساعد على تنشيط الجلد ما يؤمّن إشراقا طبيعيا للبشرة كما يؤدي دورا مهما في الوقاية من التأكسد المتواصل وهي واحدة من العمليات التي تؤثر في تطوير أنواع معينة من سرطان الجلد. وتشير الدراسات الى أن الأشخاص الذين يبلغون الخامسة والستين من عمرهم والذين يتناولون زيت الزيتون هم أقل عرضة للإصابة بجلطات دماغية مقارنة مع الذين لا يتناولونه.