بعد أن فشل البحر الميت، أكثر بقع العالم انخفاضاً، في الوصول إلى قائمة العجائب السبع الطبيعية في العالم، عادت الأنظار لتتجه إلى هناك مرة أخرى بعد أن أعلن فريق علمي اكتشافه شكلاً من أشكال الكائنات الحية يعيش في أكثر المياه ملوحة على وجه الكرة الأرضية. ويؤكد الفريق العلمي أن هذا الاكتشاف قد يساهم وبشكل كبير في دعم أبحاث طبية وعلاجية ستساعد في شفاء الكثير من الأمراض. يقول داني أيونيسكو، من معهد ماكس بلانيك: "عثرنا على عدة أنواع من البكتيريا والطحالب التي نسمع بها للمرة الأولى، فهذه الكائنات لا تعيش في أي مكان آخر، وهذه هي المرة الأولى التي يتم اكتشافها فيها." وقد تطلب هذا الاكتشاف الغوص أكثر من مرة في مياه البحر الميت، إذ اضطر فريق البحث إلى حمل 35 كيلو غراماً من الأثقال للتمكن من الغوص عميقاً في مياه البحر الميت. يقول ستيفان هيوسلار، من معهد ماكس بلانيك: "الاختلاف هو أنك إذا أردت الغوص في مياه البحر الميت فإن عليك أن تكون ثقيلاً جداً، أما عندما تكون في عمقه فليس هناك أي فارق، ولكن شعوراً بالحكة والحرقة يغمرك من كل جانب." وقد جمع الفريق عدة عينات من هذه الكائنات لفحصها على الشاطئ، وتشريح مكوناتها الكيميائية والتعرف إلى الأسباب التي تجعلها قادرة على العيش في هذه البيئة القاسية. يقول ايان دوغلاس، من جامعة أبيردين: "تتميز هذه الكائنات بعمليات أيض فريدة، وبالتالي يمكن الاستعانة بها في العلاجات الطبية، وتصنيع المضادات الحيوية، وعلاج أمراض كالسرطان." يذكر أن انخفاض البحر الميت يصل إلى 423 متراً تحت سطح البحر، ويصل عمقه إلى 377 متراً، ويحده الأردن من الضفة الشرقية، والأراضي الفلسطينية من الضفة الغربية، وإسرائيل على الضفة الشمالية.