سجلت لبنان اكتشافا جديدا في مياهها الإقليمية يعد الأهم منذ عدة سنين ألا وهو اكتشاف آبار للمياه الكبريتية الساخنة . وتمثلت أهمية هذا الاكتشاف في أسباب عدة من أهمها انفراد البحر اللبناني بهذه الظاهرة خاصة من حيث العمق والعدد وضخامة الآبار وغزارة التدفق . وعادة ما يرصد العلماء هذه الظاهرة في قاع المحيطات وعلى أعماق سحيقة تتعدى آلاف الأمتار لكن في بحر لبنان الجنوبي وبالتحديد مقابل شواطئ مدينة القاسمية شمالي مدينة صور الجنوبية تقع هذه الآبار على عمق يتراوح ما بين 36 و60 مترا . وقد أكدت أحدث الدراسات العلمية أنه رغم غنى قاع البحر اللبناني بالآثار الغارقة من مدن وسفن أثرية أو العديد من فوارات المياه العذبة الباردة والغواصات والطائرات والسفن الحديثة المنتشرة من أقصى البحر شمالا إلى أقصاه جنوبا إلا أن هذا الاكتشاف يبقى الأبرز خصوصا أن مياه البحر الأبيض المتوسط الذي تقع الشواطئ اللبنانية عليه تتمتع بغنى قل نظيره في العالم . واكتشف هذه الآبار فريق غوص بقيادة نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي بمساعدة قلة من الغواصين الذين كانوا يعرفون منطقة واحدة توجد فيها الآبار وهي التي تقع وسط حرف صخري طويل إلى الغرب من بعض الآبار الصغيرة . وعن هذا الاكتشاف أوضح السارجي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أنه بعد شهور طويلة من الدراسات وعمليات الغوص والاستكشاف في منطقة يزيد عن الستين مترا إلى الغرب من شواطئ صور كان القرار بالاتجاه إلى الشرق من الشاطئ عندما برز قبل الانتهاء من الغوص "حرف" ( أي جدار ) طبيعي يزيد علوه على العشرة أمتار فغاص الفريق باتجاه سفحه لتقع أعينهم عند كتف الحائط على أول هذه الآبار فالمياه الساخنة التي تتعدى حرارتها ال 35 درجة مئوية تتدفق من فتحة في الصخر في قاع البحر وهي صفراء اللون ولها رائحة كبريتية قوية. وأشار إلى أنه من هذه البئر تم الانطلاق بالاتجاهات الأربع بحثا عن آبار أخرى تختلف من حيث الحجم والعمق وغزارة المياه الكبريتية المتدفقة التي تبين لاحقا أن منها ما يقع داخل إحدى أجمل المغاور البحرية الواسعة حيث بإمكان الغواص أن يدخل المغارة من الجهة الغربية ومن ثم يخرج من الفتحة الموجودة في الجهة الشرقية وهي أشبه بنصف دائرة وغيرها الكثير من الآبار التي تقع على سفح " تله صخرية " على عمق 38 مترا تحت سطح الماء . وبين أن فوهة أحد الآبار التي تصل إلى عمق 51 مترا كون الصخر في قاع البحر قد هوى نتيجة المياه الساخنة التي لا بد أنها سببت عبر مئات أو آلاف السنين تآكلا في الصخر فهوى لثلاثة عشر مترا وأصبح شكله كالهرم المقلوب مساحته من الأعلى أي على عمق 38 مترا يقارب المائة متر ومن الأسفل أي على عمق 51 مترا تبلغ مساحة قطر فوهة البئر حوالي الأربعة أمتار .. والمنطقة ما بين فوهة البئر في القاع والقسم العلوي مكتظة بالصخور الضخمة التي تكسرت وتهاوت وتبعثرت في كل اتجاه نتيجة التآكل والانهيار . // انتهى //