شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ليلة دامية مساء الأحد، نتيجة اشتباكات بين قوات الأمن وآلاف المحتجين المناهضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، أسفرت عن سقوط 26 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 550 جريحاً، في مواجهات هي الأسوأ على مدى أكثر من ثلاثة شهور. وأفادت مصادر طبية بأن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين، كما ذكر شهود عيان أنهم شاهدوا العشرات من أفراد الأمن يطلقون النار مباشرة باتجاه المتظاهرين. ورجحت المصادر ذاتها ارتفاع حصيلة القتلى، نظراً لأن عدد كبير من الجرحى في حالة خطيرة، حيث قال أطباء في ساحة "التغيير" إن 96 على الأقل من المصابين حالتهم حرجة. وذكر علي كريمي، أحد المشاركين في الاحتجاجات: "هاجمت قوات الأمن المركزي عشرات الآلاف من المحتجين أثناء المسيرة"، التي انطلقت من ساحة "التغيير"، أمام جامعة صنعاء، للمطالبة بإسقاط النظام. تأتي هذه المصادمات الدامية بعد أسبوع على قرار الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يخضع للعلاج في المملكة العربية السعودية، بتفويض نائبه عبد ربه منصور هادي، للتوقيع على المبادرة الخليجية، الرامية إلى إنهاء الأزمة السياسية الطاحنة، التي تشهدها الجمهورية اليمنية منذ مطلع العام الجاري. ونُقل الرئيس اليمني إلى إحدى المستشفيات بالمملكة العربية السعودية، للعلاج من إصابات بالغة ألمت به نتيجة هجوم صاروخي استهدف مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، في يونيو/ حزيران الماضي، حيث يمكث في الرياض منذ ذلك الحين، وسط شكوك تحيط بإمكانية عودته إلى اليمن. من جانب آخر، نفى وزير الداخلية اليمني، اللواء مطهر رشاد المصري، ما بثته بعض وسائل الإعلام من أخبار وصفها بأنها "مضللة وكاذبة، قاصدة بها تضليل الرأي العام، وتحميل الأجهزة الأمنية مسؤولية قيام عناصر المشترك بارتكاب جرائم"، خلال قيامهم ب"مسيرات غير مرخصة" الأحد. وأشار وزير الداخلية، في تصريح لقناة اليمن الفضائية، إلى إن "ما تم اليوم من مسيرات غير مرخصة، تم الإعداد لها مسبقاً، لتصعيد الموقف المعلن من قبلهم، والعمل على إفشال الحوار، وذلك بقيامهم بالاعتداء على مؤسسات الدولة، وإحراق محطات الكهرباء، وفرع وزارة الطرقات، والاعتداء على رجال الأمن." وأوضح المصري، وفق ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن "هذه المسيرات غير المرخصة، والاعتداءات، أدت إلى جرح 65 فرداً، معظمهم بالرصاص الحي، وإحراق عربتان لشرطة مكافحة الشغب، وإطلاق النار على ثلاث عربات، وذلك باستخدام الأسلحة المتوسطة، والبوازيك، وصواريخ لو." وأكد وزير الداخلية التزام الأجهزة الأمنية بتوجيهات الرئيس علي عبد الله صالح، ونائبه عبد ربه منصور هادي، ب"عدم إطلاق النار مهما كان وضبط النفس"، داعياً في الوقت نفسه، أحزاب اللقاء المشترك إلى الابتعاد عن العنف و"الزج بالوطن إلى مالا يحمد عقباه"، بحسب قوله.