أخذ قسط من الراحة والنوم لعدة دقائق في فترة ما بعد الظهر يدعى بالقيلولة أو السيستا كما في المعنى اللاتيني ، والقيلولة تساعد على تنشيط المخ والذاكرة كنوم الليل تماما . و هذا ما اكتشفه الباحثون في جامعة هارفارد الأمريكية فقد وجد هؤلاء أن النوم في فترة الظهيره يحسّن أداء العاملين والموظفين وحتى الطلاب الذين يعانون من تعب وإرهاق وانخفاض ذهني ملحوظ مع غروب الشمس وانتهاء النهار . حيث يعتبر أخذ غفوه قصيره أثناء العمل سبب يجدد الطاقات الفكرية والجسدية للعاملين ويزيد انتاجهم وقدراتهم على تحمل ظروف العمل بصورة أفضل . ويؤكد الخبراء أيضا أن القيلولة أهم مضاد للتوتر والقلق وذلك عبر تقليص معدل هرمون الكورتيزون المسئول عن التوتر. إننا نشعر بالحاجة لنوم القيلولة عندما ينتابنا الشعور بالنعاس، و غالبا ما يحدث بعد انقضاء 8 ساعات من استيقاظنا أو في منتصف النهار . بالنسبة للشخص العادي يحدث ما بين 2-4 مساءا , حيث تنخفض حرارة الجسم في هذا الوقت وتضعف عملية التمثيل الغذائي وكنتيجة لذلك يصبح الشخص مرهقاً وأقل يقظة يساهم نوم القيلولة أيضا في إراحة الدماغ و الإسترخاء البدني و إزالة التشنج العضلي وتعزيز قدرة الإدراك والتلقي ،كما يقلل من فرص الاصابه بالازمات القلبيه والجلطات , وتساعد القيلولة على انتظام النبض و معدلات التنفس والتي لها تأثير مباشر وغير مباشر على القلب . ومع انتشار القيلولة و تبريرها علميا أقلعت بلدان أوروبية عن الإعتقاد بأنها من عادات سكان البحر الأبيض المتوسط ودول الجنوب ، بل أصبحت موضوعا مثيرا للإهتمام في الولاياتالمتحدةالأمريكية و اليابان وكندا وبدأ ادخالها ضمن برامج العمل . وقد أكد الباحثون أن القيلولة في النهار لمدة لا تتجاوز 40 دقيقة لا تؤثر على نوم الليل أما إذا امتدت أكثر من ذلك فقد تسبب الأرق وذلك لأن الراحة المفرطة تؤثر على نوع النوم العادي . كما أن هناك نصائح يقدمها علماء شؤون العمل والإستراحة للذين يمضون ساعات طويلة في العمل منها: - في حال التواجد في مكتب يحوي مقعد مريح فمن الممكن إغلاق الباب و النوافذ والجوال و الطلب من المحيطين بعدم الإزعاج و الإستسلام لقيلولة لمدة 15 دقيقة كما يمكن وضع القدمين على مقعد مقابل و تغطيتهما ثم الإستسلام للقيلولة تجنب المنبهات عند الشعور بالنعاس - - يجب أخذ نفس عميق جدا بعد الإستيقاظ مع مراعاة تمديد العضلات و غسل الوجه بماء بارد فكل هذه الأمور من شأنها إعادة النشاط و نحن كمسلمين وجد هذا في ديننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم : " قيلوا ، فإن الشياطين لا تقيل" .