في اكتشاف يثير الذعر من تفشي سلالة جديدة من إنفلونزا غير معروفة، أعلنت السلطات الصحية في الولاياتالمتحدة عن اكتشاف أول حالتي إصابة بسلالة جديدة من فيروس ''الأنفلونزا''، انتقلت إليهما عبر مخالطتهما لخنازير مصابة بالفيروس، إلا أنها سعت إلى طمأنة العامة بقولها إن هذه السلالة الجديدة ربما لا تنتقل بين البشر. وتختلف الحالتان الجديدتان عن آلاف الإصابات بفيروس H1N1، الذي عُرف على نطاق واسع باسم ''إنفلونزا الخنازير''، الذي اجتاح العديد من دول العالم عام 2009، وأودى بحياة الآلاف، خاصة في الأمريكتين وأوروبا؛ مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلانه كوباء عالمي. ورغم أن العديد من دول العالم قامت بإعدام الملايين من حيوانات الخنازير الموجودة لديها؛ خوفا من تفشي الفيروس الفتاك، فلم يتم تسجيل أي حالات إصابة بشرية انتقل إليها الفيروس عبر حيوانات مصابة، بخلاف الحالتين الجديدتين اللتين أعلنت عنهما مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في الولاياتالمتحدة الجمعة. وجاء في تقرير للهيئة الطبية الأمريكية، أنه تم اكتشاف إصابة طفلين بسلالة مختلفة من فيروس الإنفلونزا، يُطلق عليه اسم H3N2، مشيرا إلى أن أولى الحالتين تم اكتشافها في 19 آب (أغسطس) الماضي، بينما جرى اكتشاف الحالة الثانية بعد نحو أسبوع. ووجد الباحثون أن السلالة الجديدة من الفيروس تحتوي على تركيبة جينية قريبة من البناء الجيني لفيروس H1N1، الذي عُرف ب''إنفلونزا الخنازير'' بطريق الخطأ؛ ما يؤكد أنه رغم أن انتقال فيروس الإنفلونزا من الخنازير إلى البشر نادر جدا، إلا أنه يمكن حدوثه. ودعا مسؤولو مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض المواطنين الأمريكيين إلى ''عدم الذعر''، وأكدوا أن هذه الحالات نادرة الحدوث جدا، وأن السلالة الجديدة من الفيروس ليس من المرجح على الإطلاق، أن تنتشر بين البشر. واكتشفت الحالة الأولى لطفل في الخامسة من عمره، في ولاية إنديانا، خضع للعلاج من إصابته بالإنفلونزا في أيلول (سبتمبر)، وكان قد بدأ يعاني أعراضا مرضية غير تقليدية في تموز (يوليو) الماضي، منها ارتفاع في درجة الحرارة، والسعال، والإسهال، وضيق في التنفس. وقامت أسرة الطفل باصطحابه إلى قسم الطوارئ في أحد المراكز الطبية المحلية، وقرر الأطباء صرفه بعد تلقيه بعض العلاج، لكنه عاد في اليوم التالي وقد ساءت حالته الصحية، وأثبت الفحص المعملي إصابته بفيروس إنفلونزا من النوع A، الذي يصيب الخنازير، وبدأت حالته في التحسن بعد تلقيه العلاج المناسب. ورغم أن الطفل لم يكن على اتصال مباشر بالخنازير، إلا أن أحد الأشخاص الذين يتولون رعايته يقوم بتربية الخنازير، ولم تظهر أية أعراض مرضية على ذلك الشخص أو أي من أفراد الأسرة، بحسب التقرير؛ مما يشير إلى أن الفيروس لا يمكنه الانتقال بسهولة. وكانت الحالة الثانية لطفلة من ولاية بنسلفانيا، تبلغ خمس سنوات أيضا، قامت بزيارة لأحد المعارض الزراعية في 16 آب الماضي (أغسطس)، حيث تعاملت بشكل مباشر مع خنازير وحيوانات أخرى، وظهرت عليها أعراض المرض بعد أربعة أيام، وشخص الأطباء إصابتها بإنفلونزا الخنازير.