قتل 14 مدنيا اليوم في عمليات جديدة للقوات السورية على الرغم من الاحتجاجات الدولية وغداة تقرير في الاممالمتحدة تحدث عن انتهاكات "جسيمة" لحقوق الانسان. ويبدو ان العقوبات الاميركية الجديدة وزيارتي مبعوث تركي ووفد يضم ثلاث دول تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن الدولي لم تقنع نظام بشار الاسد في التراجع عن تصميمه على قمع الحركة الاحتجاجية وان كان اقر بوقوع "اخطاء" منذ اندلاع حركة الاحتجاج منتصف مارس. ويبدو الناشطون المطالبون بالحرية مصممين ايضا على مواصلة تحركاتهم بعد خمسة اشهر على بدء الاحتجاج. فقد دعوا على صفحتهم على فيسبوك الى تظاهرات حاشدة الجمعة تحت شعار "لن نركع" للقمع. ودعا هؤلاء الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" الى التعبئة تحت شعار "لن نركع الا لله. نفوس اباة لن تركع للطغاة". واضافوا ان "كل يوم هو يوم جمعة في رمضان". وغداة خروج الجيش من حماة، افاد ناشطون حقوقيون ان القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح الخميس مدينتي سراقب بمحافظة ادلب (شمال غرب) والقصير بمنطقة حمص (وسط). وقتل 11 مدنيا على الاقل واصيب عشرات اخرون بجروح الخميس برصاص قوات الامن السورية في مدينة القصير حيث اعتقل حوالى مئة شخص بحسب ناشط في حمص. وقال الناشط لفرانس برس من مدينة حمص ان القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير صباح الخميس "قامت باطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين" وافاد ان عدد القتلى ارتفع الى 11 قتيلا. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور واحرقت منازل". ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنيا على الاقل في سوريا الاربعاء بينهم 18 في مدينة حمص بوسط البلاد بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وادلب. وفي حمص ايضا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اطلاق رصاص كثيف سمع حتى الساعة التاسعة (7,00 تغ) من الخميس في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة". وتحدث عن "حملة اعتقالات امنية كبيرة ما زالت مستمرة"، موضحا ان "تعزيزات امنية شوهدت تتوجه الى الحي". من جهة اخرى، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر امنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب صباح اليوم الخميس". واضاف انه سمع اصوات اطلاق الرصاص "بشكل كثيف" في المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح تطالب برحيل النظام. واكد عبد الرحمن ان "الدبابات انتشرت في وسط المدينة" حيث بدأت "الاجهزة الامنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت اكثر من مئة شخص حتى الآن بينهم 35 طفلا". وتابع ان "قوات الجيش تقوم بتحطيم ابواب المحلات التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثا عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة" التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسبما ذكر الناشط نفسه. وكان الجيش السوري اعلن انسحابه من منطقة ادلب امس. وشاهدت مراسلة وكالة فرانس برس التي كانت في اريحا في اطار زيارة منظمة من قبل السلطات انسحاب القوات من هذه المدينة. ولا تعترف السلطات السورية بحجم الحركة الاحتجاجية التي بدأت في 15 مارس وتبرر اللجوء الى القوة بمطاردة "مجموعات ارهابية مسلحة" تزرع الفوضى وتهاجم المدنيين على حد قولها. وارسلت البرازيل والهند وجنوب افريقيا وفدا الى دمشق قابل الاسد وطالبه ب"الوقف الفوري لكافة اشكال العنف". واعترف الرئيس السوري للوفد بان قواته ارتكبت "بعض الاخطاء" في المراحل الاولى من قمع المتظاهرين لكنه اكد ان "الجهود تبذل للحيلولة دون تكرارها". ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 مارس قتل حوالى الفي شخص واعتقل اكثر من 12 الفا بحسب منظمات حقوقية، بينما تتهم السلطات السورية عصابات مسلحة بتاجيج الاضطرابات والوقوف وراء اعمال العنف. وكثفت الدول الغربية ضغوطها الاربعاء لمطالبة مجلس الامن الدولي باتخاذ "اجراءات اضافية" ضد نظام الاسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله. ولكن الدعوة الغربية لم تلق آذانا صاغية لدى المندوب الروسي الذي اكد ان العقوبات لم تؤد الى وقف حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المحتجين. وخلال عرضه امام مجلس الامن في جلسة مغلقة تقريرا عن تطورات الاحداث في سوريا قال مساعد الامين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو ان عمليات القتل في سوريا لم تتوقف بعد اسبوع من اصدار المجلس بيانا يدين حملة القمع ويدعو الى وقفها "فورا". وقال دبلوماسي ان الخلاصة الاساسية لتقرير تارانكو هي ان سوريا "لم تستجب" لدعوات المجلس لها بوقف العنف. وفي مسعى منها لابقاء الملف السوري في مقدم اولويات مجلس الامن، طالبت الدول الغربية بتقرير ثان يقدم الى مجلس الامن الاسبوع المقبل ويتم خلاله الاستماع الى كبار مسؤولي الاممالمتحدة في مجالي حقوق الانسان والاغاثة الانسانية. وبعد الاجتماع قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال انه اذا لم تتحسن الاحوال في سوريا بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس الامن ان يتخذ "اجراءات اضافية". وقال مساعد السفير البريطاني في الاممالمتحدة فيليب بارهام للصحافيين ان التقرير الذي قدمه تارانكو رسم صورة للوضع في سوريا "محبطة". واضاف ان تارانكو قال ان "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان" اضحت سمة اساسية لحملة القمع، في حين ليست هناك اي مؤشرات على ان النظام السوري مستعد للانصات الى نداءات الاسرة الدولية مع استمرار العمليات العسكرية وتواصل حملات الاعتقال. قال مسؤولون اميركيون ان ادارة الرئيس باراك اوباما قد تطالب الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة مع تصعيدها الضغوط على النظام لانهاء حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين. وصرح مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "الولاياتالمتحدة تدرس دعوة الاسد صراحة الى التنحي لكن توقيت هذه الدعوة لا يزال غير معروف". واضاف ان تلك الدعوة هي "جزء من خطوات لزيادة الضغوط (على سوريا) نظرا للحملة الوحشية المستمرة التي يشنها الاسد" ضد المحتجين. وذكر مسؤول اميركي اخر ان الدعوة الى تنحي الاسد قد تصدر الخميس. وحتى الان لم يصدر البيت الابيض دعوة مباشرة للاسد بالتنحي خلافا لدعواته للزعيم الليبي معمر القذافي بالتخلي عن السلطة. اوباما واردوغان يتشاوران بشأن العنف في سوريا قال البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحدثا هاتفيا اليوم بشأن العنف في سوريا واتفقا على ضرورة تلبية مطالب المواطنين بالانتقال للديمقراطية. وقال البيت الأبيض في بيان "أكد الزعيمان الطبيعة الملحة للوضع وأكدا قلقهما العميق بشأن استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المدنيين واعتقادهما بضرورة تلبية المطالب المشروعة للشعب السوري للانتقال للديمقراطية". وأضاف "اتفقا على الحاجة لوقف عاجل لكل إراقة الدماء والعنف ضد الشعب السوري". الأسد يعين جاسم الفريج رئيسا لأركان الجيش السوري أعلنت مصادر سورية شبه رسمية اليوم الخميس أن الرئيس السوري بشار الأسد عين العماد فهد جاسم الفريج رئيسا لأركان الجيش السوري. وقالت المصادر إن تعيين الفريج جاء خلفا للعماد داوود راجحة الذي عينه الأسد ، وزيرا للدفاع قبل أيام ، مشيرة إلى أن العماد الفريج من مواليد محافظة حماة وكان يشغل منصب أحد نواب رئيس الأركان في الجيش السوري . على صعيد أخر اعتبرت مصادر عربية وأجنبية دبلوماسية في سورية اليوم أن وضع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ضعف ، أكثر ، بعد إعلان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز موقفه ، الأخير ، من الأزمة السورية . وقالت المصادر لوكالة الأنباء إن ميقاتي وحكومته في وضع " صعب " أمام الرأي العام العربي والأجنبي ، وقبل ذلك أمام قسم كبير من الشعب اللبناني . وأضافت أن موقف حكومة " 8 اللبنانية" (الميقاتية ) في مجلس الأمن ، إزاء الحراك السوري ، مؤخرا ، زاد من ضعف مكانتها في معظم البلدان الرئيسية في العالم وان ذلك قد يترتب عليه " مواقف " عربية وإقليمية ودولية .